إذا أردت أن تهدم أمة أو مجتمعا ما. عليك بثقافته.
ولعل أقذر ما يتعرض له الوسط الثقافي في لبنان، هو محاولة لتشويه الكلمة والقصيدة وحقنها بأمصال جرثومية. وإدخال بعض الفيروسات إلى جسدها الهش أصلا.
ولعل ما تشهده الساحة اليوم هو محاولات لهدم البيئة الثقافية عبر إطلاق ألقاب وهمية، ومنح الغاوين لقب شاعر. والأخطر من ذلك هو أن تأتي ببعضهم أو بعضهن من حانات المفردات لتجعلهم رواد الوسط الثقافي بعدة أساليب وطرق رخيصة والتجارة بالقصيدة وتسليعها وقبض ثمنها سلفا. أو عبر شراء الجهلاء ببضعة أبيات شعرية أو نصوص نثرية والترويج لهم في المنصات والمنابر والمنتديات، أو منح بعض التجار قصائد عرجاء مقابل صرة من الدنانير. وتخنيث الكلمة مقابل ليلة حمراء بين افخاذ القصيدة.
نحن من واجبنا إزاء هذا المشهد المقزز إن نطلق النداء الاول إلى كل الغيارى على الكلمة والحرف. والى المعنيين المباشرين وغير المباشرين، إن القصيدة في خطر وإن البيئة التي ننتمي اليها أضحت مليئة بالطحالب اللاثقافية.
إزاء هذا كله ننتظر كلمة حرة في وجه المغرضين وموقفا جريئا نصفع به وجوه الأقزام والاقلام المأجورة. واللهم اشهد إني بلغت.