كل ما عندنا من عاشوراء . كلمة اختصر فيها الإمام الخميني قدس سره ، كل المراحل التي أنتجتها عاشوراء، متمما ومفصلا وشارحا لكلمة ، هي أيضا ، كلمة . رفض الإمام الحسين أن يقولها إلى يزيد وابن زياد” لا أبايع” اختصر فيها الإمام عليه السلام ، كل المراحل التي مرت بها عاشوراء ، من سنة ٦١ للهجرة ، حتى يومنا هذا ، مؤكدا في موقفه ، على إلهية التكليف والتزامه بتنفيذ كامل واجباته الدينية والشرعية ، مهما بلغت ، بناء على تبليغ إلهي عبر جبرائيل عليه السلام لنبي الرحمة ومنه بالتواتر عبر علي وفاطمة عليهما السلام ، والتي أبلغها النبي محمد”ص” كنبي ووالد وجد لحفيدين، كيف يستشهد الأول مسموما، ويستشهد الثاني مذبوحا على رمضاء كربلاء ، حتى وصل التبليغ والتكليف إلى السيدة زينب عليها السلام ، من أمها فاطمة ، “أم أبيها” ” اذا رأيت أخاك الحسين وحيدا في كربلاء ، قبليه في نحره شميه في صدره فإنه موضع حوافر الخيول” . هي وصية أم وأي أم ؟ هي وصية ابنة نبي ، وأي نبي ؟ هي شهادة تؤكد المؤكد أن الإمام عليه السلام، كان يعلم قبل وصوله إلى كربلاء ، إلى أي أرض يصل وأين يحط رحاله وأين ينصب خيامه وأي أصحاب يلقى وأي فاتورة سيدفع.
حينما وصل إلى أرض كربلاء ، سأل : ما اسم هذه الأرض؟ فقالوا “نينوى”فقال هل لها إسم آخر؟ فقالوا:”كربلاء”. فقال كرب وبلاء . هنا محط رحالنا ، هنا نقتل وهنا تسبى نساؤنا إلى آخر مواقفه وفي أبيات شعر حكى فيها عما سيحصل له ولمن معه هناك ، ليأتيك ولد معمم ومتطفل ، يقول في خطبة له :” لو كان الإمام الحسين يعلم ماذا سيحصل له في كربلاء ، لما جاء ، أو على الأقل ، لم يأت معه بأطفاله ونسائه. ”
الغريب ، أن هذا المتطفل ، كان يتحدث وبثقة العارف دون أن يدري أنه محى بكلمة جهل ، كل ماجاء به الملاك جبرائيل عليه السلام من عند الله مبلغا رسوله ووصل إلينا بالتواتر منذ سنة ٦١ للهجرة إلى عامنا هذا ١٤٤٦ للهجرة وما زلنا عند قناعاتنا بهذا التكليف الإلهي ، وكأنه ، كان ينقص هذا المعمم أن يقول أن الإمام السجاد عليه السلام ، بقي حيا بالصدفة ، أو أن ابن زياد ، عفا عنه لمرضه ، ونحن دينا وعقيدة على يقين أن الله أدخله في مرض ليس إلا ليكون خارج مراحل القتال والإستشهاد وأن الله يريد لنسل علي وفاطمة عليهما السلام ألا ينقطع وفيه ومنه يكتمل نصاب الإثني عشر إماما.
في سياق دراسة مراحل عاشوراء ، بداية ، يتبادر إلى الأذهان ، أسئلة يجهلها الكثيرون ولا يتطرق إليها الباحثون والمحللون والعلماء تحديدا المراجع الدينية الموالية وأنا على يقين ، أن قلة منهم تخطر في بالهم ، لكن في الحقيقة ، أجهل السبب الذي يمنعهم عن الخوض بها ، والإحجام عن ذكر تفاصيلها.
هي أسئلة مهمة ، لا بد وإن أردنا ، أن نتحدث عن عاشوراء ، أن نسأل أنفسنا ونطرحها كما هي ، وأن تكون الإجابة عليها كما هي وكما يجب أن تكون بكل تفاصيلها .
قلنا بداية ، أن حركة الإمام الحسين ، هي تكليف إلهي ، وكما شرحنا الأسباب التي دفعتنا لهذا التبني . لكن:
غدا الجزء الثاني والأخير أن شاءالله.