بالتوازي مع وصول الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين الى بيروت كان “حزب الله” يرسل مجددا رسالة “امنية” – عسكرية مرتبطة بالمفاوضات الحاصلة بشأن الحدود البحرية اولا والتنقيب عن الغاز والنفط في البلوكات اللبنانية ثانيا. رسالة الحزب التي اطلقت امس جاءت بعد ايام طويلة من الهدوء ما يحسم نظرية انها مخصصة “لإستقبال” هوكشتاين الذي سيبلّغ لبنان الجواب الاسرائيلي الحاسم
رسائل متعددة اراد الحزب ايصالها من خلال فيديو للاعلام الحربي اظهر احداثيات منصات الاستخراج في كاريش، الاولى تقول بأنه غير قادر على التراجع وغير راغب ربما، وانه يستمر في احراج وإلزام نفسه بالذهاب بعيدا في حال لم تتحقق الشروط التي وضعها على الطاولة. اهمية هذه الرسالة انها تظهر جدية الحزب في التصعيد، اذ يؤكد من خلالها انه لا يبحث عن مخرج سياسي او اعلامي لعملية التصعيد التي اطلقها في الاسابيع الماضية بل يستمر في التقدم خطوات الى الامام.
الرسالة الثانية هي انه لا يزال يراقب وعن كثب تحرك منصات الاستخراج والسفن المحيطة بها في كاريش وغير كاريش، اذ اظهر الفيديو ان احدى الصور والمشاهد الاساسية تم التقاطها قبل يومين، اي في ٣٠ تموز، ما يؤكد ان عملية الاعداد للتصعيد العملي تسير على قدم وساق، وهذا يخدم رغبة الحزب في اظهار الجدية المطلقة في الذهاب نحو خطوات تفجيرية حقيقية.
الرسالة الثالثة جاءت مكتوبة في الفيديو والتي قالت “اللعب بالوقت غير مفيد”، ما يعني ان الحزب لن يقبل بأن يتم وضعه تحت الامر الواقع من خلال المماطلة في عملية التفاوض من دون الوصول الى تسوية، في حين تقوم بإسرائيل بإستخراج الغاز من دون اي رادع، وهذا يوحي بأن ليونة الحزب في هذا الملف شبه معدومة لا بل يريد تسوية واضحة تحقق مطالبه بشكل علني وسريع والا فإنه ذاهب الى التصعيد العسكري.
بحسب مصادر مطلعة فإن “حزب الله” كانت لديه مؤشرات حقيقية تقول له بأن هوكشتاين لن يأتي بالحل بل بمقترح جديد لا يعطي لبنان ما يريده، وهذا يعني ان هوكشتاين سيضرب موعدا جديدا للعودة الى لبنان على اعتبار ان لبنان الرسمي غير قادر على القيام بأي تنازل عن مطالبه الاخيرة اي خط ٢٣ كاملا اضافة الى حقل قانا. لذلك حاول الحزب القول انه لن يقبل باي مماطلة.
الرسالة الرابعة عسكرية ومرتبطة بمكان تصوير المشاهد التي عرضت، اذ يؤكد الخبراء ان المشاهد تم إلتقاطها من البر في حين يؤكد اخرون انها إلتقطت من داخل منصة الاطلاق. هذه الرسالة موجهة بشكل كامل للجانب الاسرائيلي وهو اكثر من يستطيع تحليلها وفهمها وتشكل عامل التهديد المباشر الاساسي في الفيديو.
اضافة الى كل ذلك ارسل “حزب الله” ايضا رسالة اخرى عند الحدود البرية اذ ظهر عشرات الشبان من عناصر الحزب يقومون بمسيرة عسكرية مع لباس اسود في منطقة ملاصقة للشريط الحدودي، وهذا يعتبر ايضا محاولة لاظهار النية في التصعيد العسكري على اكثر من جبهة في حال فشل المفاوضات..
المصدر: لبنان 24