تقرير: هبة عاصي
خسر الحريري ثقة الثنائي الشيعي: فبينما كانت تجري الإتصالات بينه و بين الخليلين لعدم تقديم الاستقالة، أصر الحريري على ذلك، طبعا” بعد استشارة السعودية و ولي عهدها، ما لبث ان تحرك من تحت الطاولة للعودة إلى الحكومة تحت شعار : اريد تقديم المساعدة للرئيس المكلف. و بعدما إعتذر الرئيس المكلف مصطفى أديب عن تأليف الحكومة ذلك لصعوبة فك الحبال المعقدة عاد الحريري ليصرح : ستعضون أصابعكم ندامة. فهل هذا المثل ينطبق عليه أيضا؟
٢٦/٩/٢٠٢٠ يومٌ عصيب آخر على لبنان، فبعدما كان اللبنانيون يأملون ببصيص امل من هذه الحكومة، كان للعراقيل الحصة الأكبر منها، الأمر الذي استدعى الرئيس المسنود من فرنسا إلى إعلان الإعتذار عن التأليف بعد أن سار مسار التأليف بطريقه الوعر، فحقيبة من جهة و رئيس سابق يمد يد العون و الله اعلم بالنيات من جهة أخرى و لا شك لون هذه الحكومة يلعب دور مهم. فالقوات اللبنانية و حلفائها في الكتائب لا يريدون المشاركة ما دام الحزب موجود، و الحزب و الحركة ما زالوا متمسكين بحقيبة المالية و ذلك لمناقشة القرار بين مسيحي و سني و شيعي و عدم التخلي عن القرار و النفوذ الشيعي. أما الرئيس المكلف فلم يعد يستطيع التحمل sous cette pression. فهل سيبقى الدعم الفرنسي للبنان كما يصرح ماكرون ام هو هروب تكتيكي؟
لا شك أن لبنان قادم على فترة سياسية، اقتصادية، معيشية، ثورية،صحية صعبة، فبعد ان وصل الدولار الى ال٩٠٠٠ آلاف ليل أمس و بعد أن فاقت أرقام كورونا التوقعات، ما زال الشعب الفقير من يأكل العصا بدم بارد. أما ساسة لبنان تنتظرها فترة استشارات جديدة ترافقها مطبات و نفق أسود لا نعلم أين المخرج منه و تداول كلمة “تكنوقراط او تكنوسياسية او non of the above”. كيف سيكون شكل هذه الحكومة الساكنة فيها اللعنة؟ الجواب في الأيام القادمة بفيلم تصريف أعمال طويل.