لبيروت …
أتيتُ أكتبُ عن جرحِ الهوى الثملِ
وعن شوراعها المثكولةِ الأملِ
أتيتُ أسكبُ دَمْعَ الحزنِ في ورقي
كي أُفرِغَ الألمَ المسجونَ في مقلي
يا جُرحَ بيروتَ كمْ في القلبِ مِنْ وَجَعٍ
حتى تخونَ دواتي أحرفُ الغزلِ
فصرتُ مثلَ فتىً لا أمَّ تحضنه
يغتالني الليلُ في قيثارة الوجلِ
فأعزفُ اللحنَ في أرجاءِ قافيتي
وأصرخُ الآهَ حتى أقتفي أجلي
فَتِلكَ أحلاميَ المُسجاة في خَلَدَي
أمْسَتْ تُصارعُ كي تحيا بلا خَجَلِ
كحّلتِ أعيننا باليتمِ في وطنٍ
مُدْمى الجراح يُآسي القهرَ مِن أَزَلِ
يُعاندُ الموتَ في أيامِ محنتهِ
يُسابقُ المَجدَ بين الناسِ والمِلَلِ
تهفو إليهِ جموع الخَلقِ قاطبةً
شرقاً وغرباً وما في الأرضِ من دُوَلِ
والشعبُ ما زالَ حتى الآنَ ينحرهُ
فالجهلُ أمضى من السكِّينِ والأَسَلِ
رضا دياب – ١٠/٩/٢٠٢٠