سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
السلام عليكم ورحمة الله.
بداية، نحن اليوم على موعد مع سماحتكم وفي ظروف استثنائية وضاغطة، لذلك ، كان لا بد من توجيه رسالة لسماحتكم وأنا على يقين أنها ستحظى ببركة الوصول إليكم وستسعد حروفها والكلمات بتمتمة شفاهكم عند قراءتها.
سيدي الأمين العام:
“إما نكون أو لا نكون”
قد نكون على مقربة من حرب قادمة مع الكيان الإسرائيلي وكل امداداته. لا نريد لهذه الحرب أن تكون جولة وتنتهي لنستعد بعدها لجولة جديدة. أن تكون حربا فاصلة ، ونهائية شاء من شاء وأبى من أبى، هي في رأينا لا يرفضها عاقل ولا جاهل . أن ندفع فيها ثمنا غاليا ، هي الحرب بكل أوجاعها ، لكن ما يثلج العقل والقلب ويرفع الرأس ويقبل بالنتائج هي نتيجة الحرب التي ولى فيها زمن الهزائم .
نحن يا سماحة السيد في صراع وجود وأن نعود في هذه الحرب إلى العصر الحجري ونبقى في عزة وكرامة ، أن نعود لنلتقي حول قنديل الكاز ونبقى في عزة وكرامة ، أن نعود لتطبخ أمهاتنا على موقدة من حطب ونبقى في عزة وكرامة ، أن نعود ليحصد أباؤنا بمنجل الحصاد في حر تموز ونبقى في عزة وكرامة ، أن نعود لنجمع غلالنا على البيادر وندرس القمح بمورج تجره بقرتان ، ونبقى في عزة وكرامة، أن نعود لنأكل “مسامير الركب” مجدرة حمرا وبرغل وكمونة البندورة بدل الهمبرجر والكريسبي ونبقى في عزة وكرامة ، أن نعود لشتلة التبغ ونزرع الأرض بعرق الجبين ونملأ جرارنا بالأورما والتين بالقطر لحلو الشتاء، أن نعود لنفخش البصلة بأيدينا وبلا سكين أو نجلس على طاولة السفرة أو نستبدلها بحصير وعلى الأرض وبلا بلاط الموزاييك ، ونبقى في عزة وكرامة، أن نعود لنلتحف فراش الأرض بدل الأسرة وننام كعب ورأس ونبقى مطمئنين وفي عزة وكرامة، أن نعود لنربى في أحضان أمهاتنا ونرضع حولين كاملين ،حليبا صاغه الخالق بدل الحليب المصنع بكل مسببات السرطان ، ونبقى في عزة وكرامة، أن نعيش كما عاش أباؤنا أجدادنا، ونعود إلى الريف، إلى ضيعنا وقرانا ، من حيث أتينا،ونعود إلى أصالتنا وفطرتنا ونتبادل البيع والشراء مبادلة، برغل مقابل البيض، والزيت مقابل الطحين والدبس مقابل العسل وهكذا بلا دولارات ولا ليرات وبالغلة وحدها نحيا ونبقى في عزة وكرامة.
هذا قليل من كثير ، عدا عن مواعيد الحب وأقامة الأعراس فرخة وديك، ونبقى في عزة وكرامة.
أن نعود لكل هذا ونبقى في عزة وكرامة ، ونبقى أشرف الناس ، يا أشرف الناس، ونواجه الحرب الاقتصادية المفروضة علينا ، بأباء وعنفوان، خير لنا ، أن نهان ونقف طوابير على الأفران ومحطات الوقود والسوبر ماركت ، أو تقف طوابير ننتظر صناديق اعاشة من هذا الحزب أو ذاك التنظيم، من هذا المسؤول الفاسد أو ذاك العميل المتمول أو ذاك التاجر الفاجر أو هبة مشروطة من دولة متعاملة وظالمة ،خير لنا يا أشرف الناس، أن نخوض حربا عسكرية ،طالت أو قصرت في صراع وجود نحن فيه، أن نخوض حربا عسكرية ، خير لنا يا أشرف الناس ، من أن نبقى تحت رحمة الغرب كله وصهيونيته كلها وشروط صندوق نقدهم الدولي الناهب لخزائن الدول وحقوق الشعوب ، نخوض حربا نحن لها شرط ،أن تبدأ ولا تنتهي ونحن من يحدد البداية ونحن من يحدد النهاية، في زمن ولت فيه الهزائم وجاء زمن الانتصارات التي أسس لها بشارة النصر الحاسم “الشهيد عماد مغنية” .
نخاطبك يا سيد ، يا أشرف الناس ونحن في قلب الأوجاع والضائقة وعلى مقربة من قرى الجليل وكريات شمونة، ولا ولم ولن نرضى ، أن يهددنا بلقمتنا وكرامتنا أو أن نستمر بهذه الألام وفي كل يوم وجع أخر وأنين وانتحار . جربنا المقبلة لا نراها جولة او ثلاثين او خمسين يوما، قصرت أو طالت ، وعتنا أن تصلي في القدس ونحن خلفك يا ابن الحسين ، إما نكون ونبقى أشرف الناس أو لا نكون ونموت ونحن واقفون، ومن يؤمن بهيهات منا الذلة ويكون مع الله ومع حزب الله فأن حزب الله هم الغالبون…!
حسيب قانصوه
كاتب لبناني
عضو الهيئة الإدارية لأتحاد الكتاب اللبنانيين.
“خاص”
الرئيسية - مقالات وقصائد - رسالة من الكاتب حسيب قانصو الى سماحة السيد قبل إطلالته مساء اليوم: إما نكون أو لا نكون