كما كل ليلة ،خلال تحليق ما قبل النوم من على وسادتي، تساورني الكثير من الأحاديث الشيقة….
أحاديث ذهنية بيني وبين أشيائي ،….
عدت إلى بيتي المهجور منذ حوالي أربعة أشهر ،فككت القيد الحديدي ،قبلت الصور والذكريات، بدأت بمسح الغبار عنها ، وصلت غرفتي ،أحدثها عن الفرق بينها وبين غرفتي هنا في أفريقيا، أقنعها بأن سريري هنا أكثر راحة من سريرها ، إنها تؤمن بي و بكل ما أسرد لها حتى أنها وعدتني بأنها ستخبر الوطن بالهجرة معي .. …
أسعدني كثيرا هذا الخبر بدأت بجمع أشياءها ،حضرت لها حقيبة السفر دقائق و ننطلق معا …..
ولكن وقف لي وطني بالمرصاد. عاندني .
غضب غضبا شديدا ،أمسك بيدي بعنف وأشار لي نحو الحدود و أخبرني بطريقة ما بأن هناك الكثير من الغرف التي تحلق هناك،
غرف ثقيلة جدا تنتظر أن يتاح لها مكان لتستقر وإذا ما هبطت هنا تستملك كل ما حولها.
بكيت عندها وحزنت، عدت أدراجي دون غرفتي ….
آلمني وطني…..
لكن من أجل أن يحافظ على ما تبقى منا لديه …
إرحموا لبنان إنه ينزف .
بقلم ملاك عكوش