يعتبر الحوار من الامور الرئيسية والاساسية للوصول لمجتمع مثقف ومتكاتف ، لانه لا يمكن أن تبنى المجتمعات الا من خلال التفاعل بين شعوبها ، ويكون ذلك عبر الحوار لانه يعتبر أرقى الاساليب لبناء العلاقات بين البشر وهو لغة التواصل بين الناس في مختلف مراحل الحياة وأمورهم الاجتماعية ..فالحوار الفعّال يحقق التعارف والتواصل بين الافراد ويعطيهم الراحة في التعامل مما يعمق التآلف والمحبة بينهم ،وبالتالي فان ذلك سيجعلهم يشعرون بالامان والارتياح وسينعكس ذلك حتماً على الحياة الاجتماعية ويؤدي الى النهوض بمجتمعات صالحة ومثقفة..
كما ان الحوار يمكّن الناس من تبادل الافكار والمعلومات وتشاورها فيما بينهم، فتندمج الخبرات لتنبت أشجار الكمال والعطاء والثقافة..
وعلى صعيد الحياة الاسرية فان الحوار يعتبر الركن الاول لنجاح الاسرة وعلاقة الابناء ببعضهم وبالوالدين وبالتالي بالمحيط الخارجي..
الحوار اذاً هو الحل لكل خلاف او تباعد في الآراء وهنا لا بد ان أذكر ان ذلك يؤدي الى تقليص الفجوة بين الطرفين او الجهات بل واكثر من ذلك قد يتم الاقتناع بالفكرة التي كان الطرف الاخر يعارضها..أو على الاقل الى تقبلها وفهمها..ومن شأن كل هذا ان يغذي العقل ويعمق افكار الفرد ومداركه للامور من خلال الاطلاع على الافكار المغايرة للاخرين بدل من امتلاك معلومات ذاتية موجودة ولكنها جامدة وناقصة..
لذا فإن جلّ ما اتمناه ان نتمكن جميعاً كشعوب متعايشة مع بعضها البعض ومدركة للاختلاف بين البشر وطبائعهم ونظرياتهم ومعتقداتهم وتوجهاتهم أن نتبع اسلوبا حضاريا ونعتمد الحوار كطريقة هادفة لتحقيق التقارب والتفاهم والتعبير .،، ولكن المقصود هو الحوار الذي يقربنا من بعضنا ولا يبعدنا، فنبتعد عن الجدال الذي يزيد الامور تعقيداً واحتداماً ويجعله فاشلاً فيما لو تم اعتماد الالفاظ السيئة والقاسية ..ومن هنا أؤكد على أهمية ان تكون البيئة والوقت للحوار مناسبين وضمن المعايير والشروط المطلوبة وضرورة بث اجواء الارتياح والمودة أثناء ذلك مع الانصات للطرف الاخر والمحاورة دون التشبث بالرأي والرفض الأعمى للاقتناع بما يقدمه الفريق الاخر
وما هذا الا الطريق الافضل لبناء الوطن الذي نحلم به جميعاً ..وطن التعايش والثقافة…