الرئيسية - مقالات وقصائد - الزلزال المدمِّر……بقلم الكاتب حسيب قانصو

الزلزال المدمِّر……بقلم الكاتب حسيب قانصو


عندما بدأت الحرب الروسية الأوكرانية ، لم يبق محلّل سياسي من كل الفئات والمستويات إلاّ وأدلى بدلوه وبدأت شاشات التلفزة ومحطات الإذاعة وكل مواقع التواصل تزدحم بالمواقف والتحليلات ، خاصة أن أكثرهم توقّع بداية الحرب العالمية الثالثة وأن هذه الحرب أصبحت قاب قوسين أو أدنى والملفت أن بعض المحلّلين كان يعود الى مقالاته السابقة ويحدّد تأريخاً تحدّث فيه عن قرب وقوع الحرب العالمية ، وحتى لا نعطي الموضوع حجماً أكبر ، من الأفضل أن نلتفت الى ما نعاني منه اليوم إثر الزلزال المدمّر الذي نتج عنه كارثة إنسانية بل مصيبة يصعب تحديد حجمها لهول ما سقط من ضحايا وجرحى في تركيا أو في سوريا ومن دمار على المستوى العمراني وما هي الحالة الإقتصادية التي سيعاني منها البلدان نتيجة هذا الزلزال عوضاً عما سينتج هذا من دمار على المستوى البشري خاصة بعد أن تنتهي حالة البحث عن الجثث وعن الجرحى المفقودين وهذا ما سيخلّف اهتزازات بشرية يعاني منها الأرامل والأيتام والأطفال الذين أنجاهم الله لكنهم فقدوا أعزَّ الناس أباً أو أمّاً ، زوجاً أو أخاً وأختاً، هناك وعند ذاك الموقف ، منه تبدأ المعاناة وتبدأ مسؤولية الدولة في البلدين والمجتمعات الإنسانية في كل بلاد العالم إذا وُجِدَتْ أو إذا سمح لها قانون قيصر المتصهين بامتياز وعلى سوريا الشقيقة فقط ومن يدري؟
إن ما يلفت النظر وما يؤسف في هذا الوقت الدقيق جداً ، أن الحرب التي تدور رحاها اليوم بالوكالة والنيابة عن العالم الذي تحكمه “حكومة العالم الخفيّة” بالرضى أو بالعصى ، سيّان وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية ، هذا العالم الذي يكلّف أوكرانيا ورئيسها الممثّل الموتور ضد روسيا بوتين ، الملفت أن ضخامة هذا الحدث ، استدعى أكثر المحلّلين والعاملين في الشأن السياسي والعسكري لتناوله وإبداء الرأي وإعلان المواقف ، بينما حدث الزلزال الذي لم تبدأ فعلياً القيمة الحقيقية للخسائر البشرية والمادية ولم تنته بعد، هذا الحدث ، حوّل اللبنانيين بأعداد ملايينهم الخمسة أو ما يفوق ، من محلّلين سياسيين وصرّافين ليلاً ونهاراً وفي كل المؤسسات المصرفية والمؤسسات العامة والخاصة وعلى الطرقات، تحوّلوا جميعاً الى خبراء في الجيولوجيا وتوقيت حدوث الزلازل وتقدير الخسائر والوقوف إنسانياً مع هذا وبقلّة أخلاق مع ذاك وما يزيد الطين بِلّة أن أكثرهم بدأ يتحدّث علمياً عن زلزال أميركي أو غير أميركي مصطنع وبدأت الشروحات والمعلومات حتى الإستخباراتية منها تصل إلى علماء وخبراء الزلازل الجدد وكل يُدلي بدلوِه وهذا إن لم ينحصر في لبنان وحده ، ففي أكثر الدول العربية وغيرها على السواء ، التكهّنات لا تقف عند حد.
نحن من جهتنا قلنا ، أننا لا نجيد العوم في علم الزلازل ولا نتبع لمخابرات لنستقي منها معلومات وخبرة في علم فلك الجيولوجيا.
لذلك:
نربأ بالجميع وكل العاملين اليوم في هذا الحقل الإعلامي الجديد “إعلام الزلازل” ، خاصة أولئك الذين ينسبون بلا إثبات ويحدّدون الزمان والمكان لزلزال حدث أو سيحدث ، ينسبونه الى أحد رجال الدين أو الى الأئمة من أهل البيت “ع” أن يتّقوا الله في أقوالهم وأفعالهم وأن يرحموا الناس الذين يعيشون على أعصابهم منذ أن حصلت فاجعة الزلزال وأن يقوموا بتبديل أخبارهم وتلفيقاتهم ، إما الى سكوت أو إلى عمل منتج فيه مساعدة وخير للمصابين والمفجوعين أو على الأقل أن يجمعوا أصواتهم في موقف واحد يطالبون فيه أميركا التي تتحكّم برقابهم ورقاب العالم أن يرفعوا قانون قيصر بكل عقوباته عن لبنان وسوريا وهنا نسأل : هل حصل جورج بوش الإبن من الإله في جلسة سرّية على تكليف بمعاقبة البشر الذين لا يخضعون لأوامره ومازال هذا التكليف ساريَ المفعول مع بايدن ومن سيخلفه؟
هنا مربط خيل الرجال ، هل أنتم قادرون أن ترفعوا عنكم وعن غيركم مظلومية الشياطين بدل تحليلاتكم التي لا تغني ولا تثمن من جوع واتركوا الخبرة في هذا المجال لأهلها فقط؟