بقلم الكاتب: حسيب قانصوه
يوم أراد الكيان الغاصب ، استهداف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ، وقفت المقاومات الفلسطينية جميعها وبكل فصائلها وتنظيماتها العسكرية الى جانب حركة الجهاد ، دون أن تسمح لإسرائيل باستفرادها والنيل منها ، عدا السلطة الفلسطينية بكل شركاتها والفروع ، أضف اليها قيادة حركة حماس الأصدقاء الخلّص للعزيز “شمعون بيريز” بحجة أن قرار القيادة الأخوانية في العالم وهو صحيح ، إرتأت ، ومسايرة منها للدول الخليجية المطبّعة مع إسرائيل ، ألاّ تكون شريكة الفصائل الفلسطينية الأخرى والتي وقفت وقفة تاريخية لم تحصل من قبل في الدفاع عن مكوّن فلسطيني آخر استهدفه الإحتلال.
العجيب: أن موقف السلطة الفلسطينية ، يعرفه القاصي والداني . موقف ألرئيس محمود عباس ” رئيس وهم لدولة غير موجودة” معروف وهو يكمل ماكان ياسر عرفات يقوم به لكن:
”قيادة حركة حماس” حركة المقاومة الفلسطينية حماس، من تكون ؟ لماذا وجدت؟ كيف وجدت؟ من أنشأها ؟ هل أنشئت بفعل عمل مخابراتي؟ أم أنها حركة فلسطينية مئة بالمئة قامت لتحرير فلسطين؟ أبعد من ذلك، كيف قرأ ضباط وعناصر حماس ، خاصة جناح الشهيد عز الدين القسّام ، كيف قرأ هؤلاء انكفاء حركتهم عن المشاركة والوقوف الى جانب بقية الفصائل الفلسطينية في دفاعهم عن حركة الجهاد.
حركة حماس هي الأقوى اليوم في الداخل الفلسطيني،وهي قادرة على المساعدة أكثر من أي فصيل آخر وهي المدعومة بكل ماتحتاجه عمليا ولوجستيا من الجمهورية الإسلامية في ايران ولا أظن أنها تنتظر أيضا العنصر البشري ليقاتل عنها فعند الحركة رجال أشدّاء ، اذا عزموا، حاضرون في الساح ولن يتركوا السلاح.
الغريب، ألم يصل الى آذان قيادتها، أن الكيان الغاصب الذي اغتصب الأرض كل الأرض في فلسطين ببشرها وحجرها واغتصب النهر والبحر ، هو يسعى اليوم وبكل صلافة ، ليغتصب غاز ونفط فلسطين؟ ألم تسمع قيادة حماس أن المقاومة الإسلامية في لبنان مازالت تجبر العدو الإسرائيلي البقاء واقفاً على ” الإجر ونص”؟ ألم تكن هذه الثروة ملكا للفلسطينيين؟ إسرائيل وهي تعلم أنها الى زوال ومع ذلك تقيم الدنيا وتسخّر الأميركيين والغرب للضغط على لبنان في محاولة بائسة لتحصل على ثروة لم يحلم بها كل اليهود في العالم وهي لا تتوانى عن هذا ليل نهار؟ ألم يحرّك هذا العقل الفلسطيني في حماس ، لو كان العقل حرّاً في اتخاذ القرار لحفظ ماء الوجه على الأقل؟
المقاومة الإسلامية في لبنان , تعتبر أن معركة تموز تجدّدت مع الكيان الغاصب وهي من أجل ذلك اتخذت قراراً بدعم الحكومة اللبنانية حتى ولو وصل الأمر الى عمل عسكري مهما كان حجمه ليحصل لبنان والشعب اللبناني على كامل حصته من النفط والغاز وفي حدوده المشروعة. هي تقبل ما يقبل به لبنان . لأنه من غير الطبيعي وهو قرار عند قيادة المقاومة أنها لا يمكن أن تصادر دور الدولة اللبنانية أو تأخذ مكانها في أي موقف فكيف اذا كان ذلك مع العدو الذي لا يعترف به إلاّ ككيان غاصب يجب اقتلاعه.
المقاومة الإسلامية واللبنانية بامتياز لا تقبل ولا ترضى أن تتنازل عن حق الشعب اللبناني ولو بقطرة واحدة . ألم تسمع حركة حماس , وحتى لا يقال أننا نتحامل عليها، المطلوب من أي فصيل فلسطيني في الداخل والخارج ، كما المطلوب انتفاضة أو حركة تصحيحية عاقلة في حركة فتح لملاقاة المقاومة الإسلامية ، على الأقل ، الى منتصف الطريق والمطالبة بحق الفلسطينيين الذي تغتصبه اسرائيل كما اغتصبت كل فلسطين ؟ لماذا لا نسمع أن فصيلا فلسطينيا حرّك ساكناً وأقام الدنيا بعمليات في الداخل والخارج ومهدّدا الكيان ان اغتصب قطرة واحدة ؟
قد لا تجد المقاومة الإسلامية نفسها مدعوّة للمطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني أو أن تكون ملكة أكثر من الملك والملك غاف لا يحرّك ساكنا ولا يطالب بحقوقه المادية المسلوبة . اذ كيف تبدأ المقاومة في لبنان بما لا تبدأ به المقاومة في فلسطين؟
في موضوع التخوين وتشريع الباطل، نحن نعلم ومن يغمز بعين عوراء ، يعلم أن المقاومة الإسلامية لا ولم ولن تفاوض اسرائيل ، لا مباشرة ولا غير مباشرة بموضوع النفط والغاز وهي تترك للحكومة اللبنانية ، التي ليس لها الحق أيضا بالتفاوض مع الإسرائيليين عن حقوق الشعب الفلسطيني ، حتى تُرْمى بإتهامات أقلّها الخيانة وهذا معيب ولسنا في موقع الدفاع عنها لكن أن تقف هنا موقف المسؤول وتفاوض بقوّة المقاومة ، يكفي هذا ،علامة مميّزة ليفهم كل العالم أن لبنان بصغر مساحته يستند الى مقاومة لا تترك أسراها في السجون ولا تترك شعبها كي يجوع ولا تسمح لعدو كان متغطرساً أن ينتزع قطرة غاز واحدة يحتاجها لبناني في أقصى قرى عكار…!؟
نحن نجزم بالقول، وهذا رأينا ولا نلزم به أحدًا . إن من يشرّع ويُقونن النفط والغاز للكيان الغاصب هما إثنان .
الأول : أصحاب الأرض وهم الفلسطينيون الذين من حقّهم وحدهم أن يقيموا الدنيا ولا يقعدوها حتى تُستعاد حقوقهم المغتصبة كاملة في كل ما يتعلّق بفلسطين أرضا وجوّاً وما تحت الأرض والبحر ، حتى الهواء العابر أرض فلسطين من حقهم ومن واجبهم استعادته … اذا تقاعسوا أو تخاذلوا ، هم السبب في تشريع الباطل للكيان الغاصب.
الثاني: المأجورون ، سرّاً وعلانية ، الى أي جهة انتموا والذين يفتحون أبواقهم الإعلامية ويسخّرون أقلامهم وأفكارهم لخدمة العدو عن جهل أو معرفة ودون ممارسة أي خطوة عملية للوقوف ومشاركة المقاومة ولو بكلمة طيبة وصادقة بدل رمي التهم والتخوين ومما يزيد الأمر سوءا ، يحسبون أنفسهم أنهم مقاومة ولم تكن مقاومتهم سوى “لقلقة لسان”.
في هذا الملف وخارج اتفاق الإطار ، الحكومة اللبنانية ، لم تمارس خطوة واحدة في تشريع الباطل للعدو الإسرائيلي أو التنازل عن الحق وهي مارست بوطنية كامل ضغوطها بقوّة المقاومة على المجتمع الدولي وتحديدا أميركا وفرنسا والغرب مجتمعا يضاف اليهم الكيان الغاصب لفلسطين الى وقت معلوم …!؟
ختاماً نردّد وفي موضوع النفط والغاز ما قاله جمال عبد الناصر لإسرائيل في الخرطوم:
لا صلح ، لا تفاوض ولا اعتراف بإسرائيل حتى ولو استعدنا كامل حقوقنا وان لم نحصل على مانريد ، ان ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة ونحن مع موعد جديد الى ما بعد ما بعد كاريش .
بيروت في ٨/١٠/٢٠٢٢
الرئيسية - مقالات وقصائد - الجزء الثاني لزمن اللاءات الثلاث في زمن الترسيم اللبناني…..بقلم الكاتب حسيب قانصو