الرئيسية - مقالات وقصائد - الأسباب غير المباشرة لجريمة الدوير ….. بقلم الكاتب حسيب قانصو

الأسباب غير المباشرة لجريمة الدوير ….. بقلم الكاتب حسيب قانصو


جريمة الدوير :
قبل أن نتحدّث عن الجريمة هناك ، لا بدّ وأن نتحدّث أولاً عن الأسباب الأساسية وغير المباشرة التي دفعت أحد أبناء العائلة في الدوير بالأمس وقبلها في عكار وما يحصل يوميا على امتداد الأرض اللبنانية ومن المسؤول.
من عادتي ألاّ أجامل ولو كان القاتل من أبناء العائلة ومهما كانت الأسباب التي دفعته لإطلاق النار حيث كان بمقدوره أن يصوّب رصاصاته على الأقدام لتحاشي فعل المهاجمين .
لبنان ، يعيش حالة ارتكاب الجريمة منذ عهد غير المأسوف عليه ميشال سليمان . يومها بدأت عمليات الخطف والقتل والفلتان الأمني والمطالبة بالفدية حيث كان حضرة الرئيس مشغولا بالهدايا وبيع العسكريين والمواقف ولم يتوان عن بيع لبنان كلّه الى السعوديين والأميركيين بأرخص الأثمان ولو بساعات الألماس.
مذاك التاريخ ، بدأت الجريمة وبدأت تتزايد في عهد الرئيس الحالي الذي دفع ثمن مواقفه واللبنانيين عقوبات أميركية من خلال قانون قيصر ومازال.
المهم أن الحكومات التي تعاقبت على الحكم خلال الثلاثين سنة الماضية ومنظومة الفساد كاملة التي نهبت الودائع وأفلست البلد والناس ، أوصلت اللبنانيين الى حالة الفقر والجوع واليأس وظلمة المستقبل وفقدان الأمل بحياة كريمة ، هي المسؤولة عن الجريمة التي تحصل كل يوم وفي كل زاوية من زوايا البلد. هذا اليأس وهذا الوجع والجوع دفع الناس الى المجهول ودفع الناس الى التخلّي عن العادات والقيم والأخلاق وأبدلتها بمعايير الجهل والعصبية ، خاصة مع من لا يملك ايمانا أو تواصلا مع الخالق لأي دين أو معتقد انتمى.
بالعودة الى جريمة الدوير والتي نجهل أسبابها الحقيقية وان تحدّث الاعلام أن مناصرين من آل قبيسي قدموا من الشرقية لمناصرة أقاربهم في الدوير ، قد تكون هذه العملية سببا رئيسا لإقدام القاتل على القتل خوفا من أعدادهم وخوفا على نفسه وعلى ابنه ونحن أبدًا لا نبرّر القتل ولو كان القاتل مدركا للحظة الغضب ، كان حرياً به التصويب على الأقدام لتلافي القتل وابعاد المهاجمين .
لا يحدّثنا أحد عن الجريمة أو يكون الإتهام شاملا. هذا العمل حصل ويحصل مع كل العائلات وفي كل البلدان والدول الراقية أو التي تدّعي الديموقراطية .علينا ألاّ ننسى الجريمة التي ارتكبها رجل الأمن في أميركا بمقتل المواطن الأميركي الأسود خنقا على مرأى العالم كلّه.
في عائلتنا متعلمون وعلماء ورجال أعمال وكتّاب ومثقفون ونواب و وزراء ورؤساء أحزاب وشخصيات سياسية واجتماعية وثقافية وتربوية ، نحن باقة ورد من هذا المجتمع اللبناني فالمطلوب عدم الشمولية وانتظار العدالة وان كانت مفقودة في القضاء.
في كل الأحوال نحن نستنكر ما حصل ونتقدّم من أهالي الضحايا بعزائنا الخالص ونسأل الله ألاّ تتجدّد حالة الثأر في الدوير وألاّ نعود الى الوراء بسبب لحظات شيطانية قاتلة أو لحظة تخلٍّ دفعت بإبننا الى فعل ما فعل.
الكاتب : حسيب قانصوه
بيروت في ١٤-٦-٢٠٢٢