بقلم الكاتب: حسيب قانصوه
الحرب العالمية الرابعة:
قد يتساءل البعض ، كيف تكتب عن الحرب العالمية الرابعة والثالثة لم تقم بعد حسب اَراء المحلٌلين والسياسيين والكتٌاب أكانوا هواة أم أصيلين ، جُدُدا كانوا أم لحست الأوراق اَخر نقطة حبر في أقلامهم.
عندما بدأت الحرب الروسية ، الأوكرانية ، طبٌل المحلٌلون وعلا ضجيج المعركة من فوٌهات أقلامهم ولم يبق كاتب أو عامل في حقل التحليل إلاٌ كتب وأعلن أن الحرب العالمية الثالثة قد بدأت رحاها بين روسيا وأوكرانيا وبدأ الكثيرون منهم في وضع خارطة طريق لمسار الحرب وكيف ستتوسٌع لتشمل أوروبا وأميركا أو بإيجاز هي الحرب العالمية الثالثة بين ما يٌعرف بحلف الأطلسي وما كان يعرف بحلف وارسو وكيف ستدخل الجمهورية الإسلامية الحرب وكيف يمكن أن تستغل الصين الموقف وتضرب عصفورين بحجر واحد ، فتضعف الرجل الحديدي في روسيا وهي لن تدخل المعركة بل ستكتفي بإرسال السلاح والعتاد إلى روسيا وفي مكان اَخر وعن طريق روسيا أيضا تتمكٌن من ضرب الولايات المتحدة وتحليلات كثيرة كتبت وقيلت والمضحك أن هناك معدن توقٌع ، أن روسيا ستخسر الحرب وتصل إلى مرحلة الانهيار الاقتصادي والعسكري وتحليلات لا تٌعد ولا تحصى تحدٌث عنها المحلٌلون والكتٌاب على مواقع التواصل الإجتماعي وعلى مواقع لها وزنها أو ثقلها الإعلامي وما زاد الطين بلٌة ، أن هناك من وضع سيناريو الحرب كيف بدأت والى أين ستمتد وكيف ستنتهي معتمدين في ذلك على مراجع وكتب دينية هي في الحقيقة ليست إلاٌ تحاليل من مؤرخين وكتٌاب ، أقلامهم تشبه إلى حدٌ كبير توقعات أقلامنا.
عندما سارع المحلٌلون في إتخاذ هذا الموقف ، قلنا وبكل تواضع ، لاتستعجلوا وانتظروا على الأقل إيحاء صهيونيا أو أميركيا لدخول دولة ثالثة في الحرب وبشكل مباشر وليس بالمراسلة.
نحن نحترم كل الاَراء والمواقف والقناعات الشخصية والمعلومات الصحيحة أو المغلوطة وهذا يعود بثقله على من حمله لكن لا بدٌ من قراءة متأنيٌة لما حصل ويحصل بين روسيا وأوكرانيا.
يجب ألاٌ ننسى، أننا اعترفنا وشهدنا وتعايشنا بحلو النصر ومرٌ الخسارة، أن الحرب الكونية وهذا يعني أنها أكبر علميا من الحرب العالمية وهذه الحرب قامت ولمٌا تقعد بعد أو تحطٌ رحالها على سوريا الشقيقة . إذن الحرب العالمية الثالثة انتهت مراحلها وإن لم يعترف العالم كل العالم ، خاصة الصهيونية العالمية والولايات المتحدة الأميركية أنهم خسروا الحرب في سوريا وعلى كامل تراب محور ألم kawama .
أذن الحرب العالمية الثالثة هي بحكم المنتهية وأن كانت تركيا تحاول أن تشنٌ حربا على الأراضي السورية بحجة إقامة منطقة عازلة لتمنع خطر الوجود الكردي الطامح إلى إقامة دولة كردية على الحدود التركية وتركيا لم تجرؤ على القيام بما تنوي فعله لو لم تأخذ ضوءا أخضراً أميركيا وأميركا التي رفضت أو منعت الإتحاد الأوروبي بالسماح لتركيا من دخول هذا الإتحاد كي لا يؤثٌر العامل الديموغرافي” المسلم” بأي شكل من الأشكال على العالم الغربي والمسيحي تحديدا.
إذن الحديث عن حرب عالمية ثالثة صار من الماضي ونحن اليوم واقعا نعيش حرباً روسيٌة أوكرانية تشترك فيها أميركا وبعض الدول الأوروبية المحدودة العدد والعدٌة لكن بشكل غير مباشر ومن خلف الستار أو تحت الطاولة لا فرق.
من الملاحظ أن أوروبا تحديدا ومن خلفها الولايات المتحدة الأميركية لم تجرؤ على دخول الحرب العسكرية مباشرة ضد روسيا “بوتين” وأن حاولت أن تفرض بعض العقوبات التي انقلبت عليها ذلك لأن لهذه الدول تجربة مريرة مع الثلوج الروسية التي كانت سببا مباشرا في هزيمة زعيم ألمانيا النازية يومذاك” هتلر ” والسبب الثاني الغير مباشر ، أن أميركا والأوروبيين يخافون واقعا ويأتمرون بأوامر من يديرون اللعبة في هذه المعركة، خاصة أنهم على يقين، أن الجميع ليسوا إلاٌ ” أحجار شطرنج ” تحرٌكهم كدُمى ” حكومة العالم الصهيونية الخفية “سواء في الشرق أو في الغرب .
لذلك ، نحن لسنا أبدا وحتى الاَن ، أمام حرب عالمية رابعة إلاٌ اذا أُجبرت إحدى الدول الأوروبية
على دخول الحرب وتخطٌت حدود المعركة روسيا وأوكرانيا على السواء.
إذن ، عن أي حرب عالمية رابعة يمكن أن نتحدٌث وهل نحن فعلا أمام هذه الحرب الغير معلنة أم علينا أن نفرٌق بين الحرب العسكرية والحرب الاقتصادية؟
صحيح ، أن التنٌين القادم من الشرق سيكون وحده اللاعب الأول والمؤسس الأول والمحرٌك الأول لتغيير ونقل قيادة نظام العالم من الولايات المتحدة الأميركية إلى عالمه الخاص ، لكن هو لم ولن يفعل أن لم تأمر القوى الخفيٌة بفعل ذلك سيٌأن اقتنع العالم بهذه الفكرة أم لم يقتنع وهذا رأي قلناه منذ العام ٢٠١٣ وفي اصدارنا الأول “صراع الوجود” بين ال١٣ و ال١٣ الجزء الأول وقلنا رأينا أن الصراع قائم فعلا بين الإسلام المحمدي الأصيل وبين حكومة العالم الصهيونية الخفية وهنا نضيف أن حربا عالمية رابعة أو خامسة أو عاشرة ، سمٌوها ما شئتم ، لا ولم ولن تكون إلاٌ بين هذين الطرفين المتمثٌلين ب:
١-حكومة العالم الإسلامية المتمثٌل بمحور المقاومة والممتد من الجمهورية الإسلامية مرورا بالعراق وسوريا واليمن ولبنان وانتهاء بفلسطين ومن يكن له شرف التحالف مع هذا المحور.
٢- حكومة العالم الصهيونية الخفية والتي يأتمر بأوامرها ، محور الشر والمتمثٌل بالولايات المتحدة الأميركية ودول الغرب والكيان الغاصب وقد تكون الشرارة الأولى بحريٌة من لبنان إلاٌ اذا ركبت إسرائيل قرن الشيطان وبدأت حربها باتجاه الجمهورية الإسلامية وفي كلا الحالتين سيبقى الصراع محصورا بين هذين الطرفين لتكون بداية نهاية إسرائيل ولتكون صلاة المسلمين والمسيحيين مقدسيٌة بامتياز وانتظروا، إنا معكم منتظرون، أوليس الصبح بقريب…!
بيروت في : ٦-٦-٢٠٢٢
الكاتب : حسيب قانصوه.