درجت العادة أن نحتفل بعيد الأم مع كل بداية ربيع وفي ٢١ آذار من كل عام .
كما لم يهمل المجتمع الاحتفال بعيد الأب مع كل نهاية ربيع ومطلع الصيف وفي ٢١ حزيران من كل عام.
زد على ذلك ، أن في منتصف القرن التاسع عشر ، حوّل الأميركيون مناسبة دينيّة ” الاحتفال بعيد القديس فالانتاين الى مناسبة تجاريّة وبتوصية من تاجر يهودي لتحريك الأسواق التجاريّة يومذاك وكان عيد ” العشاق” في ١٤ شباط من كل عام.
من المعروف ، أن كل “فرنجي برنجي” عندنا فنأخذ عن الغرب ما لذّ وطاب بعيدا أو قريبا من عاداتنا وقيمنا وفي التقليد الأخير أي عيد العشاق أصبحنا في أوائل الشعوب التي تحتفل بهذا العيد ولا مانع منه طالما أنه يجمع ولا يفرّق.
هذه المرة ، لم ننتظر الغرب ليرشدنا الى ما نحن بأشد الحاجة اليه ليكون عيدا.
عيد “الخي” أو عيد الأخ والأخت. عيد التلاقي والتواصل والتسامح .
نحن اليوم في شهر رمضان ، شهر التسامح وتواصل الأرحام. لنعترف بلا مكابرة ، أن تسعين بالمائة من بيوتاتنا ، فيها جفاء وبعد ان لم نقل أقسى من ذلك بين الأخوة أو بين الأخوات أو بين أخ وأخت لسبب أو لآخر ، خاصة بعد فقدان الأهل والأسباب كثيرة ولا داعي لذكر أي منها حتى ولو كانت بعض النساء هنّ السبب ولا أتحدّث هنا بغير العام والحمد لله.
روادتني فكرة هذا العيد “اللقاء” نحن في شهر الصوم عند الأخوة المسيحيين وفي شهر رمضان عند المسلمين .
هل هناك مناسبة أفضل؟ أضف الى ذلك أن بدايات ” شم النسيم” في مصر بدأت وتبدأ في ١٤ نيسان من كل عام وهي مناسبة مصرية تقليديّة تجمع الأهل والأقارب وحتى الغرباء .
لذلك: حبا بالصوم والصيام وعادة شم النسيم وليفرح كل من يحمل هذا الاسم ” نسيم” وحبا بأخوّته ولتكن هذه مناسبة دائمة نحتفل فيها مع كل ١٤ نيسان ، نلتقي ، نتسامح، نتحابب في الله وليرتاح أهلنا أو ترتاح أرواحهم بهذا ” اللقاء” دون أن ننتظر من الغرب وليأخذ الغرب عنّا تقليدا زرعه الكاتب حسيب قانصوه يوما
بيروت في : ١٠ نيسان ٢٠٢٢