ألا من ناصريّ بينكم ؟
عندما استشهد أبو الفضل العباس”ع” وقف الإمام الحسين”ع” قائلا:” الآن ، انكسر ظهري ، الآن، قلّت حيلتي …ألا من ناصر ينصرنا أهل البيت…؟
لو كان جمال عبد الناصر يعيش زمن الامام الحسين “ع” كان من الطبيعي أن يهبّ لنُصرة إمام زمانه . الأكثر من ذلك ، وفي زمن مذهبيتكم ، لو كان جمال عبد الناصر حيّا ، في زمن حفيد الإمام الحسين “ع” سماحة السيد “حسن نصرالله” من الطبيعي أن يكون المرحوم ، الزعيم جمال عبد الناصر ، أوّل المناصرين والداعمين بالدم والمال والسلاح والرجال ” للمقاومة الاسلامية” بقيادة سيّد ” المقاومة” أو كما قال الرئيس الجزائري ، عبد العزيز بو تفليقة:” لو كان جمال عبد الناصر حيّا ، لطلب أن يكون جنديا تحت قيادة السيّد …! ما بالكم يا أبناء بيروت وبقيّة المدن ، تصرّون على قتال أشرف الناس وعلى قتال من حماكم برمش العيون وأهداكم انتصارات بدم أبناء الحسين ، لا ولم ولن تحلموا بها على مدى قرون وليس فقط منذ العام ١٩٤٨
ما بالكم ، تصرّون أن تنقلبوا على جمال عبد الناصر والوقوف دائما الى جانب أعدائه ؟ والله، لا نستغرب انقلاب أكثركم علينا ، منذ مجيء الإمام موسى الصدر وتأسيس حركة المحرومين “أمل” حتى يومنا هذا.
للتذكير فقط ، ومن أراد أن يأخذ موقفا سلبيا ، لا يعنيني مادمت حرّا ونظيفا ومحبا للزعيم الراحل ، جمال عبدالناصر.
قال الراحل ملحم كرم :” علّمتني الحقيقة ان أكرهها فمًا أستطعت “.
وكما قال الراحل أمين الرّيحاني :” قل كلمتك وامشي “.
كان آخر موقف لكم حبّا بجمال عبد الناصر ، يوم وفاته رحمه الله ويوم جاء “بطل كامب ديفيد” المؤسس الأول للإنهيار والذل العربي” أنور السادات” ، انقلبتم على أعقابكم ورحتم تهتفون لزائر ” الكنيست الإسرائيلي”. أنور هذا.
في زمن عبد الناصر ، كانت مصر تسمّى :” الجمهورية العربية المتحدة ” عندما جاء السادات، أعطاها إسما جديدا ” جمهورية مصر العربية ” .
في اليوم التالي ، خرجت جريدة حزب النجّادة “صوت العروبة”…!؟ بالمانشيت العريض وعلى الصفحة الاولى تقول :” عادت مصر الى عروبتها” .
السوءال: ماذا كانت مصر في زمن عبد الناصر ؟ هل كانت فرعونية أم صهيونية أم وهّابيّة ؟” للتذكير فقط ، حزب النجادة كان ناصريّ الهوى والهويّة والتمويل…!؟”
في زمن عبد الناصر ، كانت مصر مرجعيتكم وكانت مصر أم الدنيا وكنتم تصفّقون لعبد الناصر في كل موقف يهاجم فيه ملوك الخليج ، ملوك الوهّابية وكانوا أشدّ أعدائه .
بعد رحيل جمال، أصبحت مرجعيتكم المالية والسياسية والدينيّة ، هي السعودية حصرا “قتلة جمال عبد الناصر …!؟” تاريخ آل سعود” و ” صراع الوجود.
” إس ر ا ئ ي ل ” كانت العدو رقم “1” لجمال عبد الناصر وفلسطين قضيته المركزية الأولى ، أصبحتم أصدقاء وحلفاء ومطبّعين معها ونسيتم فلسطين وبعتم ترابها وشهداءها.
في زمن الحريري ، تخلّيتم عن أشرف الناس وأخلص الناس لأهل بيروت وبعتم وفاءه ووقوفه الى جانبكم في أصعب الظروف وأحلكها ” ضمير بيروت وكل العالم العربي، الدكتور سليم الحص ” بتنكة زيت زيتون واستبدلتم الرجل بسيّدة لا تاريخ لها واليوم تقفون من عكار وطرابلس “بريفكم ” مرورا بكل الحاقدين في بيروت وصيدا حتى الحدود الجنوبيّة مع استثناءات من شرفائكم ،تناصرون كل من يعادي ويقاتل “ا ل م ق ا و م ة” وتصرخون بأصوات عميلة ، حاقدة :” بيروت حرّة حرّة …ايران اطلعي برّا” .
بالله عليكم : من حرّر بيروت بدءا من ضربة المارينز وحماها من الدّواعش حتى اليوم مع احترامنا لبقيّة القوى الحرّة والشريفة ؟؟؟.
نحن لا نصرخ ثانية : ألا من ناصر ينصرنا… علّمتنا دماء الحسين “ع” أن نعتمد على أنفسنا … لكن :
“ألا من ناصريّ بينكم ، يعيدكم الى تاريخكم المقاوم يوم كانت مرجعيتكم هي مصر عبد الناصر وليس خزينة المال حيث تباع وتشرى كرامات الرجال…!؟
الكاتب: حسيب قانصوه
بيروت في:١٠-٣-٢٠٢٢