كثر الحديث في السنوات الماضية ومازال يعتبره البعض ، تهمة لحزب الله، والبعض الاَخر ، يعتبر أن حزب الله، يقوم بدور العمالة للجمهورية الأسلامية، ومنهم الأسوأ من يحمٌل الحزب تهمة الخيانة الوطنية وتسييب الدولة ، والأكثر سوءا أن هؤلاء ، يساوون بين عمالة الحزب للأيرانيين ، بعمالة جماعة ١٤ الشهر وبعض ٨ منه ، لأسرائيل والأميركيين، وأن لا فرق بين هذه القوى السياسية ، بالعمالة لغير الوطن، وأن الكل سواسية ، يشتركون في تقاسم الجبنة ضد مصلحة الوطن والناس، وأنهم جميعا أساتذة في الفساد ونهب ودائع المواطنين.
هذا الحديث وهذه التهم، زرعتها السفارة الأميركية في أذهان العاملين تحت أمرتها، كما وزٌعتها المخابرات الاسرائيليةفي أجندات عملائها، ليلتقي طرفَيْ العملاء في بثٌ سموم مشتركة ضد حزب الله ، وكل ذلك بهدف التأثير على بيئة المقاومة والمناصرين لها ، علٌ هذه السموم تنتج في صناديق الأنتخابات النيابية القادمة أن حصلت ،نتائج هزيلة للحزب وتحشره وحلفائه في زاوية ضيٌقة ، تسهٌل الانقضاض عليهم وتفرض ما تريد داخل المجلس النيابي ويكون لها قوٌة عددية في داخله تأتي بمن تريد لرئاسة الجمهورية والحكومة معا وقد تدخل البلد في لعبة الدم وتتهم فيه سلاح المقاومة ، أنه وُجِد ليستعمل بناء لمصلحة ايرانية خاصة ضد أبناء البلد الواحد وأن حزب الله قرٌر الدخول في حرب أهلية نتيجة لخسارته وأن مصلحته ومصلحة الأيرانيين فوق كل اعتبار وأن مصلحة إيران غاية وهدفا وليس إسرائيل وأن أهم ما يسعى حزب الله ، أن يصل إليه، هو خدمة أسياده بتوسيع رقعة وجودهم وامتدادهم على حساب الشعب اللبناني والشعوب العربية الأخرى في سوريا واليمن والعراق وأن الشعوب العبرية في إسرائيل ليست هي الهدف ، وليست هي العدو ليعملوا على ترسيخ فكرة أن إيران هي العدو وليست إسرائيل…!
بعد مجزرة الطيونة ، التي بيع ضحاياها بثمن بخس ، مقابل عدم تسليم رأس أحد المؤسسين لها للقضاء اللبناني ، أراد هذا الأخير ، أن يدغدغ مشاعر المسلمين السنٌة أن ٧ أيار جديد ، قامت به قواته ردٌا على ٧ أيار حزب الله ، وصوٌر للناس أن الاَتي أعظم..
.بالعودة إلى العام ٢٠١٥ ومنذ بدأ حراك السفارات، وتحديدا الأميركية منها،قلنا أن هذا الحراك، وُجِدَ على الساحة اللبنانية ، الهدف منه زعزعة الأمن في لبنان ،والوصول إلى حرب أهلية ، يراد منها الوصول إلى سلاح المقاومة ،وقد ربطنا بين خطورة أهداف هذا الحراك ،على نعومته، وبين خطورة أبعاد الأتفاق النووي ، الذي وُقٌعَ يومها بهدف دخول المخابرات الصهيونية والأميركية والأنكليزية والأوروبية بجوازات سفر مزوٌرة على أساس أنهم مندوبين ورجال أعمال لشركات من هذه الدول،وهذا ما حذٌر منه السيد القائد الأمام الخامنئي حفظه الله.
كانت قيادة الحزب مدركة لما يخطٌط لها ، خاصة بعد أن اجتازت امتحانات كثيرة من مطبٌات وأفخاخ لحرب سنٌية،شيعية ،أو حرب أهلية ، كانت كل القوى في الداخل والخارج، تعمل على تأجيجها والبدء بها، بدءا من مقتل الرئيس الحريري ، مرورا بمحكمة اللاعدل الدولية ، وصولا إلى محاولة إلغاء شبكة التخابر الداخلية الخاصة بالحزب والسابع من أيار العام ٢٠٠٨ ومحطات مختلفة لهذه الحرب الأهلية المطلوبة والتي اجتازها حزب الله بحكمة قيادته وبصيرتها بحيث لم يغرق سلاح المقاومة ولو في واحدة منها ، كل ذلك ،حفاظا على لبنان واللبنانيين عموما وعدم ترك هذا البلد كي يكون متنفٌسا لأسرائيل بعد ان أطبقت مقاومته على إسرائيل كدولة وشعب وتاريخ وسحبت من جيشها الذي لا يقهر ، الورقة الوهمية التي كان يخيف فيها كل الجيوش العربية ،زد على ذلك ، أن هذه المقاومة وبقرار ايراني وأرادة ايرانية هادفة ، جعلت الجنود والضباط الإسرائيليين، يهربون كالفئران أمام المقاومين في غزٌة ، خاصة بعد أن تمكٌنت إيران من سحب سجٌادة الخداع الملوٌنة، التي كان يستخدمها ويراوغ في قوٌة ألوانها” الأخوان المسلمون” هناك وأصبحت المقاومة بكل فصائلها ، مقاومة فلسطينية بامتياز.
وحتى لا ندخل في المشاركة بالحرب على سوريا واليمن والعراق و…سنكون حيث يجب أن نكون…! يكفي أن نذكٌر بحرب الإرهاب وما قامت به داعش والنصرة وكيف تمكن حزب الله ، أن يبعد خطر التكفيريين عن القرى والبلدات والمدن اللبنانية وكيف تمت ابادتهم والقضاء عليهم ، وكيف استطاع هذا الحزب أن يتجاوز قطوعا خطيرا ، في تفادي الحرب الأهلية عندما عضٌ على الجراح ، يوم كانت التفجيرات تملأ الضاحية الجنوبية ويسقط الشهداء وبالمقابل يقوم جماعة ١٤ اَذار وبمباركة بعض ٨ منه بأرسال السلاح والمقاتلين اللبنانيين لدعم التكفيريين ، والأكثر من ذلك، أن رئيس الجمهورية وقائد الجيش يومذاك يقبلون الرشوة ثمنا لأذلال وتسليم العسكريين وذبحهم على أيدي مرتزقة الارهاب وكل ذلك يكحٌل عيون الأغبياء في بلدي ، ويتناسون اليوم كيف حافظ حزب الله على الشعب اللبناني كلٌه وبكل طوائفه ومذاهبه بلا تمييز وراهبات معلولا يشهدن على سلوك رجاله وحمايتهم لهنٌ.
هذا غيض من فيض ولم يكن انفجار مرفأ بيروت اَخر التهم الصهيو-لبنانية والصهيو-خليجية والأنكلو-أميركية التي رفضت أن تستكين أو تقبل بهذه الهزائم العسكرية والعقلانية من لحزب الله .
….وبدأت في ١٧ تشرين ٢٠١٩ ، ثورة السفارات بمجتمعها المدني وكل الغارقين في جمعيات وأندية مدنية، حصل ما يعرفه الجميع ونُهِبت ودائع المواطنين ، وكان رياض سلامة ومازال حاميا للجميع ومحميٌا من الجميع والرأس الأكبر ، يدير اللعبة وينفٌذ السياسة المالية الأميركية والحصار الاقتصادي في لبنان وهو الأشد خطرا على المقاومة وسلاحها.
في أيجاز مطلق ، نوضح في هذه المقالة ، كيف أن حزب الله كان عميلا للأيرانيين، أكثر من ذلك ، من المعروف دوليا، أن من ينتصر في حرب ما ، هو من يستلم مقاليد الحكم وهو من يحاسب العملاء والخونة والفاسدين. هناك شعار ، يرفعه الثوار والأحرار والشرفاء ،يقول:”الأرض لمن يحرٌلها…!”
الغريب ، أن هذا الحزب العميل للأيرانيين ، لم يستلم مقاليد الحكم ولم يضرب كفٌا لعميل، ولم يهد النصر للعاصمة طهران والقادة والشعب الإيراني وهذا كان من المفروض أن يحصل ، لكن قيادة هذا الحزب ، أهدت النصر لمن لا يستحقٌه ، وكان الأهداء للبنانيين المتاَمرين اليوم وكل يوم على هذا الحزب . أهدت النصر للأعراب المطبٌعين وبقايا اليهود من بني النظير والقينقاع المتعاملين مع إسرائيل والذين يجهدون أنفسهم وشعوبهم وثرواتهم لطعن هذا الحزب والتخلص منه خدمة لأسرائيل.
في العام ٢٠٠٦ ، كان بعض الخونة من اللبنانيين ينتظرون سحق المقاومة ، وهيٌأوا أمكنة في سجن رومية للرئيس المقاوم اميل لحود والأمين العام لقائد المقاومة ، لكن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانتصرت المقاومة وانكسرت إسرائيل ومعها عملاءها فعلا الذي أعرب أحدهم بكيدية وحقد في موقفه”ربحت الحرب ياسيد حسن”.
هذا الحزب وهذه المقاومة ، التي أجبرت العدو الإسرائيلي، على تفاهم نيسان ، واحترام الأرض اللبنانية والأنسان اللبناني ، وقضت على غطرسته ، رغما عن أنوف كل قادة الدول المتعاونة مع الكيان الغاصب . السؤال: ماذا قدٌم حزب الله للأيرانيين وأين كان عميلا لهم؟
حقٌق انتصارات مكشوفة في تموز العام ١٩٩٣ وتفاهم نيسان ١٩٩٦ والتحرير العام ٢٠٠٠ ونصر تموز العام ٢٠٠٦ .
ماذا أخذت إيران بالمقابل وكيف تصرٌفت السفارة الأيرانية في لبنان مقارنة مع ما تتصرٌف به السفارة الأميركية؟
-هل سمحت الولايات المتحدة يوما بتسليح الجيش اللبناني مقابل ماتقدٌمه لأسرائيل سنويا؟
-ألم تعرض الجمهورية الإسلامية تسليح الجيش اللبناني بكل ما يحتاجه وبالمجٌان؟ وماذا كان الموقف اللبناني؟
-هل رفضت ايران يوما أن تمدٌ لبنان بالكهرباء والغاز مجانا وماذا كان الموقف اللبناني؟
-ألم يشمل قانون قيصر ، عقوبات اقتصادية وعسكرية على لبنان تماما كما شمل سوريا الشقيقة ومن كسر قرار البيت الأبيض وقانون قيصر هذا؟ ألم يكن المازوت الإيراني سببا في كسر القرار وسببا مباشرا لزحف سفيرة الولايات المتحدة باتجاه القصر الجمهوري ووعد اللبنانيين باستجرار الكهرباء والغاز من مصر والأردن وعن طريق سوريا وما زال هذا الموضوع ع الوعد يا كمٌون؟
ما رأيكم بكل ما ذكرناه والأحداث طويلة ، هل يستحق أن يوصف حزب الله ، أنه أداة ايرانية ، أم أنه أداة تحرير وتواصل وبناء الدولة اللبنانية؟
عفوا، نسيت أن أصارحكم، بعمالة حزب الله، للجمهورية الإسلامية في ايران. أنتم تعرفونها ، لكنكم لا تجرأون على النطق بها . سأقولها لكم بالفم الملاَن شاء من شاء وأبى من أبى… نعم ، اسمعوا جيدا:
أن حزب الله والحوثيين في اليمن والشرفاء في سوريا والحشد الشعبي في العراق وشرفاء فلسطين كل فلسطين هم والحرس الثوري الإيراني وكل الجمهورية الإسلامية والسيد حسن نصر الله والسيد القائد الخامنئي وأحرار العالم هم جنود في هذا الصراع القائم بين الحق والباطل وبين الخير والشر ..
.بين حكومة العالم الأسلاميةالثلاثة عشر وحكومة العالم الصهيونية الخفية الثلاثة عشر. هو صراع وجود بين طرفين ، لا مكان فيه للرماديين وعبدة الشياطين، هو صراع يمهٌد الأرض لظهور المهدي المنتظر ” عجٌ”وعيسى بن مريم “ع”
أن من وعد أهله وناسه وبيئته ومجتمعه وعالمه وكل الشرفاء في العالم بالنصر في تموز ال٢٠٠٦، أن من وقف خطيبا ومحاضرا في جامعة دمشق بعد التحرير العام ٢٠٠٠ وأطلق وعده قائلا: أعطوني عشرين سنة وأنا أعدكم بزوال إسرائيل…! أن من أطلق هذا الوعد ، لم يطلقه من سراب ولم يطلقه وهما أو غرورا، أن من أطلق هذا الوعد ، وفى، في وعود سابقة وهو سيعد بالنصر الالهي الاَتي انطلاقا من وعد الخالق عزٌوجل في الاَيأت المباركة:
” يأيها الذين اَمنوا أن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم “سورة محمٌد”ص”v الاَية ٧
وفي سورة المائدة الاَية ٥٦ حدٌد الله سبحانه وجهة وحتمية النصر بقوله تعالى” ومن يتولٌ الله ورسوله والذين اَمنوا فإنٌ حزب الله هم الغالبون”.
بيروت في ٢-١-٢٠٢٢
الكاتب : حسيب قانصوه..