الرئيسية - مقالات وقصائد - الجزء السابع من رد الكاتب حسيب قانصوه على مقالة المؤرخ يوسف الخوري بعنوان: حجمكم “شخطة “قلم رصاص بيد بطريرك ماروني التي تناول فيها المرجعيات الدينية الشيعية

الجزء السابع من رد الكاتب حسيب قانصوه على مقالة المؤرخ يوسف الخوري بعنوان: حجمكم “شخطة “قلم رصاص بيد بطريرك ماروني التي تناول فيها المرجعيات الدينية الشيعية


الجزء السابع : رد الكاتب حسيب قانصوه على مقالة المؤرخ يوسف الخوري بعنوان: حجمكم “شخطة “قلم رصاص بيد بطريرك ماروني.
قبل أن نكمل الرد على مقالة الخوري ، أود أن ألفت نظر القاريء الكريم ، أن أحدا من الأصدقاء ،أرسل لي اليوم ردٌا اَخر من أحدهم يتناول فيها مقالة المؤرْخ من منطلق تاريخي وعائلي ضيٌق ، لا يكفي في الحقيقة أن نبيٌن لكل من يصله ردٌنا ،أن الخوري تناولنا تاريخياوسياسيا واسلاميا ومذهبيا وتناول مرجعياتنا الدينية دون احترام لكل هذه القيم ولم يترك زاوية الاٌ ودخل منها ذمٌا وقدحا وتحقيرا .
لذلك ، كان من الطبيعي أن يكون الرد بمستوى اخلاقنا وفهمنا لأسلامنا المحمٌدي والتزامنا الوطني وعشقنا لتراب لبنان شماله وجنوبه ، شرقه وغربه، ومن المفيد أن نوضح مايلي:
لو عاد بنا الزمن إلى الوراء ، ولو تجدٌد تاريخ السلطان قانصوه الغوري ،الجد الأساس ،والملك الأساس لعائلتنا التي نعتز بها ونفتخر لما قدٌمت للبنان، لو عاد الزمن وعاد السلطان قانصوه الغوري لاحتلال لبنان والقضاء مجدٌدا على المسلمين الشيعة، أننا وبشرف، نتخلٌى عن انتمائنا العائلي وتأمرنا، جينيٌاتنا بمقاتلة كل العالم حفاظا على شيعيٌتنا ولبناننا بمستوى واحد لا ينقص القتال والاستشهاد على كل منهما “ذرٌة” عن الاَخر دون أن نلتفت إلى مقام أو منصب منحنا إياه عائليا،مستعمر أو محتل…!؟
لهذا ،كان الرد من جانبنا مفصٌلا ، تاريخيا وسياسيا ولم يكن أبدا متناولا المسيحية بشكل عام وقد حرصنا كما وعدنا في بداية الرد ،أن نسمي الأشياء والأشخاص والمواقع بأسمائها معتذرين سلفا من كل أخوتنا في الوطنية والإنسانية والدينية على اختلاف طوائفها ومذاهبها .
تحدٌثنا سابقا عن البطريرك الأساس “الحويك” والخلف أنطوان عريضة واَخرين ولأن الصرح البطريركي الذي كنٌا نتمنٌاه ،صرحا وطنيا بامتياز وأما قول:” مجد لبنان أعطي للبطريرك” كان كلاما مارونيا وقيمة مارونية في غير محلٌها. من يعطى مجد لبنان ،كان من البديهي ،أن يحفظ مجد وكرامة وسيادة واستقلال وأمن وأمان شعب لبنان بكل طوائفه ومذاهبه، لا أن يكون طاعنا لكل ما ذكرناه في الظهر متحالفا مع العدو الصهيوني في السر والعلن ،عاملا ومساعدا على ذبح اللبنانيين لمصلحة هذا العدو ولم يكتف أصحاب الغبطة “صفير والراعي” بزيارة الكيان الغاصب والتطبيع معه في الوقت الذي كان هذا العدو وبتكليفه مع حلفائه في الخليج والمخابرات الأميركية والأوروبية “داعش والنصرة” في استهداف وقتل وذبح ،المسيحيين ولا أقول المسلمين فقط في سوريا وتحديدا في معلولا وقرى مسيحية أخرى وخطف رهبان وراهبات وتدمير كنائس وكذلك في القرى المسيحية اللبنانية على التلال الشرقية في البقاع ، كل هذا وكان كل من صفير ومازال الراعي ،يصرٌ من خلال مركزه في البطركية ألاٌ يترك وسيلة يخدم بها أمن إسرائيل وحماية إسرائيل وسلخ لبنان من أقدس قضاياه وحماية بنيه خاصة الجنوبيين ،الاٌ وحاول مرارا وتكرارا وما زال أن يقوم به على حساب لبنان ولو أدٌى ذلك إلى التقسيم وتحقيق الهدف الأساس الذي مازالت البطركية المارونية تعمل من أجل تحقيقه “وطنا قوميا للمسيحيين” مقابل وطن قومي لليهود منذ أن وضع الصهاينة خريطة لاحتلال فلسطين واغتصابها.
مازالت البطركية أيها الخوري، تكمل مشوارها في التعامل مع إسرائيل “عدو عدوٌي،صديقي” وإسرائيل صديقة لها من هذا المنطلق.اذ كيف يتعرٌض لبنان على مدى تاريخ الاحتلال إلى ضرب القرى والبلدات والمدن الجنوبية والبقاعية وأحيانا مدن أخرى والعاصمة بيروت وضرب مطار بيروت الدولي واحتلال لبنان في العام ١٩٨٢ وفي تأريخات سابقة ولاحقة ، قتلت إسرائيل وذبحت وشرٌدت وأذلٌت اللبنانيين عامة والجنوبيين خاصة بغطرسة وعنجهية وتدمير ممنهج ودائما البطركية والمارونية السياسية ببشيرها وشمعونها و”القوات اللبنانية “حتى اليوم “بسميرها” ،كل هذه القوى مجتمعة ومتفرٌقة ، طلبت وساعدت إسرائيل في كل غزوة واحتلال ومازال صرحكم العظيم ومن أعطي له مجد لبنان ، يطالب بالنأي بالنفس ومصادرة “سلاح الخردة” كما تسميه أنت وسلاح الشرف والسيادة والاستقلال وحفظ الأرض والعرض وتحرير القدس بالأقصى وكنيسة القيامة ، كما نسميه نحن :”سلاح المقاومة الإسلامية ” الذي ابقاك حيٌا وفي لبنان ، وبتواضعه ،أعطاك فرصة أنت وبطريركيتك وأصحاب النيافة فيها أن تهاجموه وتطالبون بسحبه ، لأنك وأياهم ،كمن لا حياء له وأنت تحمل قلما لتكتب عمٌن منحك الحرية والبقاء في الشرق كمسيحي وحتما لا دم يدور دورته في شرايين جسدك لأن دمك هذا قدٌمته أنت ومن معك هبة للأسرائلي .
أيها الداعشي المسيحي بثوب مؤرٌخ ، هل سألت من خطف مطران حلب بولس اليازجي ورفيقه المطران يوحنا ابراهيم وما هو مصيرهما إلى اليوم وأي بطركية قامت بدورها لاسترجاعهم وهل تجرؤ؟
أيها الداعشي المسيحي بثوب مؤرٌخ، هل نسيتم كموارنة جئتم إلى لبنان كلاجئين من مناطق حلب وحوران وحفظناكم نحن الشيعة أصحاب تيعا-تيعا في عقولنا وقلوبنا حتى حللتم مكاننا غدرا عثمانيا وقتلا وذبحا أيوبيٌا؟
أيها الداعشي المسيحي بثوب مؤرٌخ ، حدٌثني عن راهبات معلولا ومن كان سببا في بقائهم وحافظ على كرامتهم وشرفهم كما حفظهم سلاح المقاومة بدماء الشهداء وبرمش العيون؟
من أعاد ترميم تمثال السيدة العذراء وأعاده إلى معلولا مؤديا له التحية العسكرية ،علما أن من أدٌى للتمثال تحية ، لا يؤمن بتمثال من حجر ، لكنها رسالة انسانية من أهل تيعا تيعا لم تفهمها أنت والراعي بلا رعيٌة…!؟ من حفظ القرى والبلدات المسيحية في مناطق الهرمل ورأس بعلبك وحدث بعلبك من مرجعياتك الدواعش بثوب بطاركة ورهبان ؟ من حمى نساء تلك القرى وشرفهم من الاغتصاب وذبح الرجال كما فعلت مرجعياتك بالعسكريين ، أليس سلاح الخردة أم أنك تعتقد واهما أن سلاح قائد جيشك الذي باع واشترى بالعسكريين حتى الاربعين مليون دولار وضعت في حسابه كيف ومن أين له هذا؟ سؤال عام وبديهي: في لبنان والمنطقة العربية كلها:من قدٌم دما وشهداء وانتصر على الكيان الغاصب وكسر عنجهيته وغروره وقهر جيشه الذي لا يقهر،سوى المقاومة الإسلامية…!؟ من تمكٌن في عالمك كلٌه أن يفرض ويقيم توازن رعب منذ قيام الكيان الغاصب حتى اليوم ويفرض على العدو تحرير أسراه واسترجاع جثامين شهدائه وغيرهم سوى المقاومة الإسلامية…!؟ لو أطلنا الحديث عما فعله “سلاح المتاولة” من أجل لبنان بمسلميه ومسيحييه،لانطوت صفحات وكتب ولم ينته الحديث كما ينتهي حبر قلمك في زمن عمالة داعشيٌة حاقدة.
أيها المؤرٌخ المسيحي:
كنت أنوي أن أختم معك اليوم، لكن لسوء حظي ،اضطررت أن أختم غدا بالجزء الثامن ،علٌني أرتاح منك ومن أزيز قلمك وحبرك الاسرائيلي ،القواتي، التابع لمن غزا وقتل محاولا تجديد حرب أهلية في لبنان ،لكن أهل التقوى والبصيرة لا تعمى قلوبهم ولا أبصارهم وأعتذر من كل المتابعين للأطالة في الرد لأن تاريخ أمة وطائفة قدٌمت للبنان والعرب دما وشهداء وانتصارات ،لا ينتهي بشخطة قلم حبر أو رصاص بطريركي… !؟
الكاتب:حسيب قانصوه.
بيروت في ٢٥-١٠-٢٠٢١