الرئيسية - مقالات وقصائد - سرطان الأزمة الإقتصادية بين جماعة ١٧ تشرين والسلطة….بقلم الكاتب حسيب قانصو

سرطان الأزمة الإقتصادية بين جماعة ١٧ تشرين والسلطة….بقلم الكاتب حسيب قانصو


في خضم المعمعة الاقتصادية والضائقة المادية التي يعاني منها اللبنانيون ، وفي ظل التراخي للأحزاب والغياب الكامل للنقابات والاتحادات العمالية ، كنٌا ننتظر على الأقل ولو من باب الضحك على الناس كالعادة ، أن يتحرك “ثوار ١٧ تشرين” من الجمعيات الثائرة وفعاليات المجتمع المدني والنقابات المولودة في العنايات الفائقة المتواجدة في غرف مغلقة وسوداء في السفارات وتحديدا الأميركية منها والسعودية والاتحادات النقابية والعمالية والمولودة في غرف السلطة المغلقة أيضا ما بعد رئيس الاتحاد العمالي العام “انطوان بشارة” الذي استطاع في العام ١٩٦٩ أن يهزٌ لبنان من أقصاه إلى أقصاه لثلاثة أيام متواصلة ،ليس إلا ٌ لأن حكومة المرحوم المغدور الرئيس رشيد كرامي تجرٌأت واتخذت قرارا بزيادة سعر تنكة البنزين “ربع ليرة”وثارت ثائرة عملاق في الاتحاد العمالي العام ونزل اللبنانيون ، كل اللبنانيين في تظاهرات عطٌلت البلد وشلٌت عمل كل الدوائر الحكومية ولم تحصل “ضربة” كف واحدة لا من الشرطة للمتظاهرين ولا من بلطجية أحزاب ١٧ تشرين (باستثناء الشرفاء) وكانت الصرخة واحدة ووطنية بامتياز لا تشوبها شائبة طائفية أو مذهبية.
اليوم، معاناة اللبنانيين واحدة . وجع اللبنانيين واحد. لا ولم ولن ينتظر أن يصل اللبناني إلى هذه الدرجة من الذل والقهر والمعاناة حيث تخطٌت الأسعار كل الحدود الحمر في كل حاجيات الناس من لقمة العيش إلى تنكة البنزين وقارورة الغاز والمواصلات .
نسبة الفقر بين اللبنانيين تجاوزت نسبة الفقر في كل بلاد العالم وأظنها تتساوى مع فنزويلاٌ. رواتب العاملين لا تساوي ثمن ٤٠ ليتر بنزين والاَتي اعظم .
السلطة رفعت الدعم بالاتفاق مع البنك المركزي لتجويع وإذلال الناس . البنك المركزي يزيد في مطبوعاته للعملة اللبنانية لتسوء أكثر وتتهاوى مقابل الدولار . الدولار الأميركي يحلٌق بلا سقف . ثوار ١٧ تشرين ، مرتاحون لأوضاعهم المادية ،طالما أن السفارات تدفع لهم بالعملة الخضراء. كل” الثوار ” في ما يسمى المجتمع المدني والجمعيات بلا استثناء ،شركاء ومتواطئون مع السلطة والسفارات لتجويع الناس.
كل النقابات والاتحادات العمالية من كل الأطراف والأحزاب السياسية داخل السلطة وخارجها ،شركاء في هذا الوباء الاقتصادي .
المطلوب :أن تتحرٌر الاتحادات والنقابات العمالية من سجٌانيها علٌنا نجد “أنطوان بشارة “من جديد وتنتظم حقوق الناس والعمال.
بيروت في ٢١-١٠-٢٠٢١
الكاتب :حسيب قانصوه
عضو سابق في الهيئة الإدارية لأتحاد الكتٌأب اللبنانيين و عضو سابق في نقابة تجار الذهب.