الجزء السادس:
رد الكاتب حسيب قانصوه على مقالة المؤرخ يوسف الخوري بعنوان:
حجمكم “شخطة” قلم رصاص بيد بطريرك ماروني.
من المفيد أن نذكر قبل البدء بالرد ، أن المؤرخ يوسف الخوري الذي تناول تاريخ الشيعة ومراجعهم الدينيٌة بكلام جارح وقاس ومعيب منتقدا مواقفهم والتزاماتهم الوطنية بأبشع أساليب النقد قالبا الأمور كلٌها رأسا على عقب واضعا كل ما قامت به مجموعات وأشخاص وبطركية مارونية لاصقا مواقفها وأعمالها وعنصريتها وعمالتها بتاريخ الشيعة ومرجعياتها دون احترام مما يدل أن سقوط هذا الرجل في تزوير تاريخ هذه الطائفة والصاقه بها وفي هذا الوقت بالذات ، يدل على أن أمرا ما يحضٌر خاصة أن يوسف الخوري هذا هو قريب جدا لناحية الأم من رئيس حزب القوات اللبنانية” القاتل سمير جعجع” وأن ما حصل في الطيونة يوم الخميس في ١٤ تشرين الأول لعام ٢٠٢١ ما هو الاٌ ترجمة عملية لما تهدف إليه مقالة الخوري خاصة فيما يتعلٌق بسلاح المقاومة والذي اعتبره”سلاح خردة” سيرتد على أصحابه.
عنوان الجزء السادس:
البطريرك عريضة خليفة
“الحويٌك”
…ومدحا في الموارنة ومواقفهم المذلٌة ،في استجداء التعامل والتحالف مع الوكالة اليهودية ،الصهيونية ، كان الأسقف مبارك وسيادة البطريرك “أنطوان عريضة” أسوأ خلف لأسوأ سلف ، خلفا للحويٌك ،حيث كان البطريرك الخلف والأسقف أكثر ثباتا وتعلٌقا بالوكالة كما أن كثيرين من رجالات الموارنة السياسية والدينية يتوسٌلون بمذلٌة ، التحالف مع اليهود ، وكان أبرزهم عنصريٌة في حقده على المسلمين وفي تعامله مع اليهود “اميل ادٌة” صاحب مقولة :لبنان للمسيحيين ، وعلى المسلمين السنة أن يرحلوا إلى سوريا والسعودية ، وعلى المسلمين الشيعة أن يرحلوا إلى إيران والعراق …وكأن أميل ادٌة كان يحاكي وحيا خاصا به كجورج بوش الابن ليأخذ موقفا بترحيل الشيعة خاصة لأن مئة ألف مقاتل من هذه الطائفة وفي لبنان ،يصعب على أي قوٌة في العالم مواجهة انتماءهم الحسيني…! هل فهمت الاَن أيها الخوري أن خوف اميل من تغيير الحالة الديموغرافية في لبنان قد تنعكس على الموارنة؟ لكن أميل هذا نسي أن المسلمين الشيعة أصحاب موقف وأصحاب قضية ورحماء على المسيحيين في لبنان والشرق وانهم يملكون عقلا يتحمٌل مسؤولية وحماية كل الناس لأي دين أو عقيدة انتموا ،تماما كما كان محمٌدهم “ص” .
نجدٌد القول لك أيها الخوري ولجعجعك ، أننا بقينا وباقون في أرضنا ولو جاء كل شياطين أهل الأرض وخنازيرها وسنأتي بالعراقيين والايرانيين لنا قوٌة داعمة بدل أن نرحٌل إليهم ونكرٌر: هل تفهم…!؟
لو أضفنا عنصرا وموقفا عنصريا اَخر وطائفيا اَخر ومتصهينا اَخر ، كان لا بدٌ أن نذكر متعاملا اَخر من الموارنة مع الوكالة ، كان من الطبيعي أن نذكر ،من كان يهدم بقيم المسلمين ويرفع قيم اليهود والمسيحيين وعلو ثقافتهم وعلومهم وحضاراتهم علٌه يتمكٌن بأذلال المسلمين ،إقناع اليهود ، أن مستقبلا واعدا ينتظر الأقليتين المارونية واليهودية في المنطقة خاصة أن التعامل مع المسلمين لا يفضي إلى أي إبداع مستقبلي ولا تقطف منه الوكالة غير استغلال اليد العاملة والرخيصة وهذا تحصيل حاصل لحاجة مجتمع المسلمين لها وكان هذا المبدع في تبييض صفحة عمالة الموارنة “الفريد نقٌاش” الذي كان يعتبر بحقد أكثر وصلافة وكراهية “اميل ادة” أقوى وأشدٌ :”أن القراَن علٌم المسلمين القتل واغتصاب الحقوق ودائما يعيشون حالات الغزو والغزو المضاد وأن المسلمين لا يؤتمنوا على مراكز تعيينهم أو على من يعيش في كنفهم ،متناسيا هذا الحاقد أن اليهود عذٌبوا”الله ” الذي يؤمن به وقتلوا ابن “الله” الذي يشرك به ، حتى جاء أحد باباواتهم ،وبرٌأ اليهود من دم مسيحه ومن أعلى رتبة كاثوليكية في العالم.
كي لا نطيل الرد والرد عليك لا ينتهي بمجلٌدات لأن كثرة المتعاملين من الموارنة السياسيين والدينيين والناشطين الاجتماعيين لا يحصى في صفحات ، خاصة إذا تناولنا تفاصيل اتصالاتهم المذلٌة.
في موضوع البطاركة والناشطين، قد يبدأ الحديث ولا ينتهي، كما هو دور الناشط نجيب صفير الذي أصرٌ على الوكالة اليهودية ،شراء الأراضي في جنوب لبنان ليصطاد عصفورين بحجر واحد “عمولة وعمالة” وعندما تلكأ الصهاينة ، بحجة عدم وجود المال الكافي ، قال لهم صفير محاولا دفعهم إلى ما يريد: طالما أن الوكالة ضعيفة إلى هذا الحد من الحاجة والفقر، لا داعي للتواصل ولا نأمل أن نصل إلى حالة من الذوبان بين الثقافتين ، الغربية اليهودية والشرقية المسيحية وتعاملكم مع جهل المسلمين حاجة يهودية …. ومع ذلك وخوفا من قطيعة مع الوكالة ، أراد أن يوسٌع دائرة كما الأقليات معها، فقام بدعم من حاييم وايزمان العام ١٩٣٨ بعقد لقاء بين الياهو ساسون وبعض القادة الدروز اللبنانيين ، الذين تجاوزا طلب الموارنة ، اذا طالب هؤلاء بتحالف درزي،ماروني وصهيوني ، خاصة أن دروز فلسطين كانوا على تواصل مع دروز لبنان لهذا الغرض بأمر من مخابرات الوكالة وعلى رأسهم” اَهارون حاييم كوهين” من ضباط المخابرات في الوكالة والهاغانا لاحقا.
لم يتحرٌك نجيب صفير مع الوكالة ويطرح المواضيع التي تهم الطائفة الاٌ بالتنسيق الكامل مع البطريرك عريضة الذي كان يعقد اجتماعاته مع ضباط المخابرات في الوكالة على ظهر باخرة في البحر لأن من عادة رجال الدين وهذه ظاهرة عند عامة رجال الدين أن المصيدة ، أن لم تكن كبيرة ووافرة لا تفي بالغرض المطلوب .
بالعودة إلى البطركية والبطاركة ، لم تكن البطركية المارونية في عهد صفير والراعي أحسن حالا مما كانت عليه في عهد البطريرك حويٌك وخلفه البطريرك عريضة وللبطركية المارونية التي تنتمي إليها أيها الخوري ، صولات وجولات بدأت ولم تنته ولكي نكمل ، لا بدٌ وأن نلتقي غدا بلقاء جديد وعلى صفحة “موقع ارزي” والجزء السابع أن شاء الله وقد نختصر عما قدٌمته الطائفة الإسلامية الشيعية للموارنة تحديدا وللمسيحيين واللبنانيين والعرب عموما على لسان سماحة السيد حسن نصرالله ، كاف لأن تقف أيها الخوري ومن تمثٌل على “الأجر ونص” رابعا القبعة لمن حمى الأرض والعرض وصان السيادة والاستقلال وحمى لبنان من مذابح حلفائك وهذا أقل واجب ،محمٌدي نلتزم به وأن غدا ، لناظره قريب.
الكاتب:
حسيب قانصوه.
عضو سابق في الهيئة الإدارية لأتحاد الكتاب اللبنانيين وعضو سابق في نقابة تجار الذهب.
بيروت في: ٢٠-١٠-٢٠٢١
الرئيسية - مقالات وقصائد - الجزء السادس من رد الكاتب حسيب قانصوه على مقالة المؤرخ يوسف الخوري (خال سمير جعجع) بعنوان : حجمكم “شخطة” قلم رصاص بيد بطريرك ماروني والتي تناول فيها المرجعيات الشيعية