الرئيسية - مقالات وقصائد - الجزء الثاني من رد الكاتب حسيب قانصوه على المؤرخ:”يوسف الخوري”عن مقالته تحت عنوان: حجمكم”شخطة”قلم رصاص بيد بطريرك ماروني والتي تناول فيها المرجعيات الدينية الشيعية

الجزء الثاني من رد الكاتب حسيب قانصوه على المؤرخ:”يوسف الخوري”عن مقالته تحت عنوان: حجمكم”شخطة”قلم رصاص بيد بطريرك ماروني والتي تناول فيها المرجعيات الدينية الشيعية


حجمكم”شخطة”قلم رصاص بيد بطريرك ماروني.
تبدأ معنا أننا جماعة :”تيعا-تيعا” وأننا كنٌا “متاولة” وأصبحنا “شيعة” وأننا كنٌا بلا قيد ومن أهل الذمة ، فأخذنا القيد ، وكنٌا بلا كيان ، فقدٌمتم لنا وطنا وتاَمرنا على هذا الوطن من دون خجل . وكنٌا عالة على الدولة اللبنانية ،عوض أن نكون مواطنين في خدمتها . تتهمنا أيها الخوري بلا “جبٌة” أننا نزوٌر تاريخ لبنان ونمعن في تشويهه خدمة لأمميٌتنا الشيعية ، وأننا لم نكن يوما في بلاد جبيل وكسروان ، ولم تكن هذه المنطقة يوما للمسلمين .
تدٌعي ، أننا قبل زمن المتصرٌفية ، كان وضعنا أسوأ من وضع الذمٌيين وكنا تابعين للسنٌة داخل السلطنة العثمانية وبدون هويٌة وكأننا من البدو الرٌحٌل ، وفي الحرب الأهلية عام ١٨٦٠ رضينا بمؤازرة الدٌروز والأتراك في معركة زحلة ولم نقف إلى جانبكم .
تسرد في رسالتك ، بعد الحرب العالمية الأولى ، تنافست النخب اللبنانية والسورية على سبع خرائط لتقسيم لبنان وسوريا “وهذا دأبكم حتى اليوم في مشاريع التقسيم” وتفاخر ، أننا لم نكن من بين هذه النخب ولم يكن لنا رأي في الموضوع .
تقول : أن في العام ١٩١٩ طالب الوفد اللبناني في مؤتمر السلام في باريس ، أن تكون حدود لبنان الجنوبي ” ضفة نهر الليطاني” أي من دون جبل عامل وصور ، ما يعني كما تقول “من دون شيعة”. وتضيف في ” مقالتك المزوٌِرة ” للتاريخ ، أن البطريرك الحويٌك ، عاد وتقدٌم بخريطة جديدة تضم المناطق المذكورة رغم نصائح الأمين العام للمفوٌضية الفرنسية “روبير دوكيه” ونصائح “اميل ادٌة” المعروف بعدائه للمسلمين ،أن لبنان يتعرٌض في هذه الحالة إلى خلل ديموغرافي وهذا يضر بالمسيحيين.
في المقطع الذي تتحدٌث فيه عن الصراع بين ماتسمٌيه “العروبة الملحدة” بقيادة الزعيم والرئيس المرحوم “جمال عبد الناصر” وبين شرطي الخليج يومذاك ،شاه إيران، حيث قرٌر الأخير ،المواجهة في البلاد التي يقطنها مسلمون شيعة ،فأرسل ستة رجال دين ومنهم الأمام السيد موسى الصدر إلى لبنان ….!؟
في هذا المقطع كما في كل المقاطع “لقلقة لسان” وتجنٌٍ ودائما أنتم ، أي الموارنة لكم الفضل في كل ماحقٌقناه من مكاسب لمصلحة أبناء الطائفة الشيعية ، حيث تدٌعي مجدٌدا ، أن الأمام موسى الصدر حرٌرنا من سلطة دار الفتوى السنٌية وكأنٌك تصوٌر في شتول فتنتك التي تحاول زرعها ،أن دار الفتوى بالنسبة لنا كشيعة هي ” الكنيست الإسرائيلي ” والحقيقة التي تعرفها أنت تصيبك غيضا في نحرك…!
تقول أيضا : أن سماحة الأمام السيد موسى الصدر ،حرٌرنا من الإقطاع السياسي” إلى هنا صحيح.لكنك تضيف ،أنه ما كان لينجح لولا دعم المارونية السياسية والرئيس فؤاد شهاب الذي أعطاه “هويٌة” وجنسيٌة لبنانيتين وأن الرئيس شارل الحلو “دعمه” أيضا لأيجاد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وخصٌصت له ميزانية من الدولة وأصبح اسمنا “رجال الرفض ” بدل المتاولة ” وتسأل، أي دولة أعطتنا ما حصلنا عليه من بلد “الموارنة” وديعة الفرنسيين كما تدٌعي أن سماحة السيد حسن نصرالله وفضيلة المفتي الشيخ أحمد قبلان يقولان بتلك الوديعة.
“السقوط الأخلاقي”
تتهم سماحة الأمام السيد موسى الصدر “بالمخادع” وتتحامل عليه بقسوة وكذب وحقد وكراهية وخداع ، محاولا بنذالتك وحقارتك ، أن تْنزِلَ الرجل من عليائه ، وهو، الأطهر والأنقى والأصفى والأقدس ،من كل قدٌيسيك ، الذين يشبهون قداستك ، ولقلقة لسانك وعمالتك وحقارتك ، تتطاول على مارد ، يشهد له المسيحيٌون الشرفاء ، كما يشهد له المسلمون الشرفاء . تتهم الرجل ، أنه كان يخطب في الكنائس نهارا ، ليجتمع ليلا وسرٌا بياسر عرفات ويحصل منه على تمويل وتدريب لنا في المخيمات الفلسطينية بإشراف ايراني مباشر وأنشأ حركة “أمل” لتكون أداته الرئيسية في نهب وسرقة الدولة اللبنانية وخيراتها ، وهو لم ينشيء حركة “أمل” لاسترداد القدس ومحاربة “الناصرية” بل فعل ذلك ليكون قادرا أن ينقضٌ على الدولة وتغيير نظام الحكم الماروني والحاقها بالأمميٌة الشيعية …!؟
تقول :أمامكم المغيٌب هذا ، أوهمنا أننا محرومون وفقراء ، بينما الأموال كانت تتدفٌق عليه من كل حدب وصوب . من الزكاة ومن الدولة اللبنانية “خدمات وأموال” ومن “المعادين للناصريٌة” ومن المراجع الدينية في إيران.كما كان يقبض أموالا ويستلم أسلحة من حركة فتح الفلسطينية ، كما وأموال من الدولة الليبية التي “قتلته” وسلاح وكل هذه الأموال ، كان يقبضها سرٌا ولم تكتف جنابك بهذه الاتهامات بل أضفت إليها أن سماحته كان يقبض من “السافاك الإيراني ” وحده خمسة ملايين ليرة سنويا ، كل هذه الأموال حسب زعمك ، زرعها الأمام الصدر لتقوية أذرع الشيعة كي يتمكن من تحويل لبنان إلى دولة إسلامية شيعية .
لن تكتف أيضا، بهذا السقوط الأخلاقي ، وقد لا يكون سقوطا ، انما هو عرق دسٌاس في بيوتكم وعقولكم ، كما لم تكتف بسقوطك الكيدي ، في تحاملك على الأمام موسى الصدر ، بل تعدٌيت ذلك ، وحملت بحقد وكراهية وضغينة على “ح ز ب ا ل ل ه” محاولا اتهام المرحوم الرئيس حافظ الأسد والرئيس رفيق الحريري استغلال قوة ” ا ل م ق ا و م ة ” الإسلامية ومحمٌلا بعض الموارنة في ١٤ اَذار مساعدة “ح ز ب ا ل ل ه” على البقاء ..غريب…والأغرب أنك تعطي في رسالتك أو لقلقتك في هذه المقالة ، صك براءة لرجل أميركا في لبنان “فؤاد السنيورة” والثاني المعروف أنه في خدمة الجميع ما عدا المقاومة “وليد جنبلاط” أنهما تمكٌنا من إقناع المجتمع الدولي بعدم مناقشة سلاح “حزب الله” بعد صدور القرار ١٥٥٩ وترك هذا الأمر للبنانيين وكأن الرجلان ، من كوادر حزب “الفقيه” ويعملان لخدمته .
في ختام لقلقتك، تقول حرفيا:
يا شيعة الفقيه: قد يصبح لبنان لكم بغير وجه حق ، كونكم اشتغلتم بالغدر والخيانة طيلة نصف قرن وما كان هذا ليكون لولا ” شخطة” قلم رصاص بيد بطريرك ماروني واتركوا هذا ” حلق في ودانكم”.
هنا يبدأ الرد:
إلى اللقاء غدا في الجزء الثالث أن شاء الله.
بيروت في ٩/١٠/٢٠٢١
الكاتب :حسيب قانصوه.
العضو السابق في الهيئة الإدارية لأتحاد الكتاب اللبنانيين.