تدرك أميركا أن الأعلام هو السلاح الأمضى لتسويق أي حدث على الأرض حتى ولو كان هذا الحدث كذبة كبرى على حجم دولة أو دول كما فعلت قيادتها لاحتلال العراق بحجة وجود أسلحة دمار نووي عراقي فاجتاحت الأرض ودمٌرت الحجر وقتلت البشر وأبادت يومها مالا يقل عن مليون عراقي ولم تتمكٌن أن تثبت للعالم أن هناك سلاحا نوويا واحدا يعطيها الحق في تدمير دولة بكاملها عدا القول :” بأي حق ومن أعطى الحق لأميركا كي تفعل ما فعلته هناك؟”
هي كذبة أكبر مارسها جورج دبليوبوش ، أنه كان يختلي مع الله الذي أمره باجتياح العراق لتخليص البشرية من أسلحة دمارها الشامل ودبليو بوش هذا ، عضو في الجمعية المسيحية-الصهيونية -الماسونية التي تعمل جاهدة على إبادة وألغاء الأديان المسيحية والإسلامية من الوجود ماعدا اليهودية منها.وهنا لا بدٌ من توضيح أن الله الذي اختلى به بوش هو بالتحديد حكومة العالم الصهيونية السرٌية التي يخوض معها الإسلام المحمدي اليوم معركة صراع الوجود.
أميركا تصاب بالعمى السياسي والعسكري أن لم تقم بحروب متنقٌلة لأنتشال وضعها الاقتصادي قبل أي بداية لأنهيار متوقٌع .
أن لم تسرع الخطى في احتلال الدول التي تمتلك ثروات مدفونة تحت الأرض أو ظاهرة للعيٌان وتمنع على أهلها والمسؤولين فيها ، الاستفادة منها وهي تهدٌدهم بتدمير عروشهم وممالكهم مهما كبرت أو صغرت وكل ممالك الكون صناعة صهيو-أميركية بامتياز .
أميركا لم تحتل العراق حبا بصحرائه ولم تخرج منه الاٌ بعد نهب خيراته ، نفطا وذهبا واَثارا والعراق أغنى دول العالم وأهم أهداف بوش في اجتياح العراق ، تدمير وأبادة الجيش العراقي ضمانا لأمن إسرائيل الأم.
أميركا لم تحتل افغانستان ،طمعا في الزراعة والصناعة وتغيير أحوال الناس المدقعة في الفقر . أميركا لم تترك افغانستان ألا بعد أن نهبت على مدى عشرين سنة خيراته من اليورانيوم الذي لا يقدٌر بمال ومن الذهب والأحجار الكريمة عدا عن تفعيل زراعة الكوكايين والهيرويين وكل أنواع المخدٌرات لمصلحتها.أميركا لم تترك افغانستان لأعطاء الحرية لأبنائه .أميركا التي أرادت احتلال افغانستان لتقطع الطريق على الحوت الاقتصادي القادم ، زرعت هذا البلد بألغام سياسية وعسكرية وبعد تسليمه لفتاة ” القاعدة” ” طالبان” التي تأتمر أصلا بأوامر وتعليمات الCIA الأميركية والموساد الاسرائيلي منذ أيام بن لادن.
أميركا اوباما، لم توقٌع الاتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية،الاٌ بعد قرار الدخول إليها عبر بوابة هذا الاتفاق وعبر شركات إنكليزية وأميركية وأوروبية ، يدير هذه الشركات رجال أعمال صهاينة ومن الموساد الإسرائيلي ومخابرات الCIA وبجوازات سفر مزوٌرة وإلاٌ كيف تمكٌنت إسرائيل من اغتيال علماء إيرانيين داخل إيران وبمساعدة ” منافقي خلق” وقد حذٌرنا في كتيٌب صغير أصدرناه في العام2015 عن أبعاد مخاطر هذا الاتفاق .
أميركا التي تدٌعي الديموقراطية وكما مارستها في العراق ، مارستها أيضا في سوريا بحرب كونيٌة .قتلت ودمٌرت وأبادت حتى ضاق زلعوم قادتها بعد التضييق عليهم من الجيش العربي السوري والمقاومة الإسلامية التي كان لها دور فاعل في تحرير هذا البلد الشقيق ولم ننس روسيا والجمهورية الإسلامية التي فتحت أبوابها لكل ما تحتاجه سوريا في المعركة.
أميركا التي تدٌعي الديموقراطية ، مارستها في ليبيا وتمارسها في اليمن مع الوهابية “جرثومة التاريخ” وكما تمارسها في لبنان وفي أكثر من تفجير دموي ومذهبي حملته المقاومة بصدرها وحمت البلد ببصيرتها على مدى عقدين ومازالت.
أميركا التي تدٌعي الديموقراطية ، تمارسها على مدى التاريخ بحروب متنقٌلة من بلد إلى بلد ويستحيل على أي من الناس أن يحدٌد بلدة بالأسم لم تدخله أميركا ولم تمارس فيه ديموقراطية القتل والنهب والفساد.
أميركا التي تدٌعي الديموقراطية ، مارستها وما زالت تمارسها على الأوروبيين باقتصادهم وتحالفاتهم زياراتهم وتفرض عليهم الدخول في أي حرب أرادتها أو تريدها ولم يقو الأوروبيون على الأعتراض ليس خوفا منها بل تنفيذا لأوامر حكومة العالم الخفية التي تحكم العالم سرٌا بالحديد والنار “كتاب صراع الوجود” للكاتب.
أميركا التي تدٌعي الديموقراطية ، تمارسها تمييزا عنصريا في الداخل الأميركي وحادثة الشرطي الأبيض ” يدريك مايكل شوفين” في مدينة منيابولس “مينيسوتا” الأميركية والمواطن ذو البشرة السوداء “جورج فلويد” مازالت عالقة في أذهان البشرية كلها.
أميركا، بديموقراطيتها ،أينما كنت في العالم ، تجد لها أثرا . تجد أمٌا تحدثك عن أبنائها كيف قتلوا…تجد مسؤولين يحدٌثونك كيف خدموا أميركا بأخلاص وكيف استخدمتهم وكيف ركلتهم بأقدام جنودها وما حدث في افغانستان خير شاهد . أينما كنت، تجد شعوبا ، يحدٌثونك كيف سرقت أميركا ونهبت خيرات بلادهم. في الأعلام شاهدنا ونشاهد ، كيف أن ملوكا ورؤساء ، دفعوا بطيب خاطر ثمن بقائهم وثمن تهديدات رئيس أميركي بالتخلٌي عنهم اذا قصٌروا في دفع فاتورة بقائهم.
وتسألني عن الديموقراطية الأميركية؟
بدأت لكنٌها على موعد مع النهاية في نصر موعود وفي صراع الوجود القائم…بقدوم القائم…!؟
أميركا بديموقراطيتها ،تسمح لرجال مخابراتها بالقراءة وهم فعلا يقرأون وهم فعلا يعرفون كيف ومتى نهاية اقوى وأكبر وأغنى دولة في العالم.
أليس الصبح بقريب…!؟
حسيب قانصوه
كاتب سياسي.