علي عباس حمية : رئيس قسم الدراسات العسكرية والاستراتيجية في مركز عاملة.
يخضع تشكيل الحكومة في لبنان للضغوط الخارجية وبالاخص الامريكية السعودية منها، كون الرئيس ميقاتي يحاول مراعاة تلك الضغوط مع الأخذ بعين الاعتبار الأزمات الداخلية المعقدة، الا انه ما يزال يراوح مكانه وبنفس شروط سلفه الرئيس سعد الحريري ويقابله نفس شروط الرئيس عون والوزير جبران باسيل.
نحن نتحرك في فراغ دائري لا يمكن فيه لأحد أن يتقدم ولو بنقطة واحدة كون قواهم متعادلة ولا يمكن لأحد منهم الخروج من المكتسبات الطائفية حالهم كحال كل الطوائف في لبنان، ولا يمكن لمعظم سياسي لبنان أن يخرجوا من عباءة الفدرلة الطائفية أو الإتصال الخارجي أو مراعاة مصالحهم وشركاتهم خوفا من العقوبات الشخصية الأمريكية عليهم.
الان وبعد ترسيخ حالة نادي رؤوساء الحكومات السابقين وكأننا أمام مسمى محفل أو لوبي وهذا سيواجه بآخر من الطوائف أخرى مما سيعمق الطائفية وفدرلايتها وتقسيم المقسم والإبتعاد والنأي والحياد عن بعضنا داخليا.
إن سياسة المكتسبات الطائفية لا الوطنية لا تراعي ولا تهتم إلا للصوت الانتخابي الطائفي حتى انها لم تعد تعير اهتماما لذلك كون اللبنانيون رغم معاناتهم ومشاكل ضيق العيش، والأمن، والصحة، لديهم إلا أنهم لا يرون الوطن إلا بعين رضى زعيمهم، لأننا في لبنان لا نثق لا بالدولة ولا بالقضاء ولا بالسياسة ولا حتى بالغد الأفضل ولكننا نؤمن بقوة الزعيم والطائفة، والمحافظة على ما اكتسبنا من موقع بالرغم من كون مرشحنا ضعيف مستنعج أو فاسد. وهناك أسئلة يجب ان تأخذها تلك الحكومة بعين الاعتبار، حتى وإن كنت اعتقد انها من معجزات لبنان للقيام بها:
هل يمكن للحكومة قبول النفط أو المساعدات الإيرانية والعراقية والسورية التي نحن بأمس الحاجة إليها ؟
هل يمكن لهذه الحكومة الخروج من عباءة الضغوط الامريكية التي تخنقنا ولا تقدم لنا إلا التهديدات؟
هل تستطيع هذ الحكومة إعلان بيان وزاري يحفظ لنا من حفظ كرامتنا ضد العدو الاسرائيلي؟
هل تستطيع هذه الحكومة القيام بحرية التعامل مع اي دولة تريد مساعدتنا دون الخضوع للتهديدات الامريكية؟
هناك من يساعدنا ويرسل ناقلاته النفطية ومساعدته لإنقاذنا، ودول اخرى لا ترسل إلينا الا التهديد والوعيد.
يجب على الحكومة العتيدة أن تخرج من الخوف الشخصي الى حد ما، من اجل المواطن ومن اجل لبنان.
ستبقى عملية تشكيل الحكومة تراوح مكانها بسياسة المماطلة حتى يتضح الموقف الأميركي من وصول ناقلات النفط الايرانية إلى لبنان، ومن ثم إما التأليف او الإعتذار !!!