الرئيسية - مقالات وقصائد - علي حمية : أفغانستان ، إعادة الإرهاب مغلفاً بالعسل، إنه عصر الإرهابيين الجدد

علي حمية : أفغانستان ، إعادة الإرهاب مغلفاً بالعسل، إنه عصر الإرهابيين الجدد


أفغانستان ، إعادة الإرهاب مغلفاً بالعسل، إنه عصر الإرهابيين الجدد

علي عباس حمية
رئيس قسم الدراسات العسكرية والاستراتيجية في مركز عاملة

لم يكن لدولة مثل الولايات المتحدة الامريكية أن تكون بهذه السذاجة كي تنسحب من دولة كلفتها أكثر من ألف مليار دولار نفقات عسكرية والكثير من جنود الناتو وذهب ضحيتها ما يقارب مليون افغاني، وقبل أن تكتمل صورة تحقيق الأهداف الأمريكية وبالأخص الحرب القادمة مع الصين بشتى أشكالها .

تفاجئ أمريكا العالم بانسحاب تحدثت عنه منذ عهد الرئيس أوباما وأيده ترامب ثم جاء بايدن لينسحب ومن ثم يقول إنه حصل الإنسحاب بسوء تقدير.
لربما ذلك مقنع إعلاميا فقط، ولكنه غير مقنع عسكريا واستراتيجيا نظرا لضرورة تواجد القوات الأمريكية على الحدود الصينية برا من جهة أفغانستان كما تتواجد في بحر الصين بمعظم قواتها البحرية الامريكية.

لا يمكن أن تكون أمريكا قد انسحبت من أفغانستان إلا اعلاميا واعلاميا فقط، وذلك إستعدادا للمخطط الجديد (الحقبة الإبراهيمية ) وإعادة كافة الحركات الإرهابية مغلفة بصورة ملمعة من الإعلام الأمريكي وإظهار أن أمريكا انهزمت وأن طالبان انتصرت.

ألم تسيطر طالبان على معظم الأراضي الأفغانية قبل الإنسحاب الأمريكي المزعوم والكاذب؟
ألم يكن هناك اتصالات مباشرة وغير مباشرة منذ عهد وزيرة خارجية أمريكا السابقة مادلين أولبرايت وحتى الان لتسليم طالبان الحكم شرط الإستعداد للحروب القادمة ضد الصين وإيران وروسيا بعد أن تنضم إلى أفغانستان معظم دول الإتحاد السوفياتي السابق؟
وبالتالي إن أفغانستان ستكون نواة الحرب الجديدة بحلة إرهاب مغلف بالعسل وعبر الحرب عن بعد لايقاظ العملاق الايغوري المسلم الصيني لتقويض الصين من الداخل ولايقافها عند حدها من التقدم الاقتصادي والصناعي، وكذلك الضغط على روسيا عبر الدول الجنوبية لها والتي كانت سابقا جزء منها؟ وبسياسة مغازلة إيران حاليا وجعلها تعتقد إنها متصالحة مع طالبان ومن ثم يتم تحريك الجماعات الحدودية مع إيران وإلهائها ومن ثم جعلها في موقف إما أن تؤيد الايغور المسلمين وإما أن تكون مع الصين وبالتالي سيكون لدى الإرهابيين الجدد الحجة لمحاربتها؟

من لا يدقق ويرى بأن الامريكيين يخططون لما هو أكبر مما ترونه نصرا لطالبنا، فهو استراتيجيا أعمى .
انه مخطط جديد من ضمن الحقبة الإبراهيمية ، انه عصر سيطرة القبائل والعشائر على الدول، وعصر الإرهاب المنفتح، وقد بدأ في أفغانستان وسينتقل قريبا إلى العراق بنفس الأسلوب .
إياكم ان تصدقوا وتفرحوا بما ترون، تعمقوا قليلا وسترون غير ظاهر القول والفعل الامريكي.