بكلمة واحدة لن تولد حكومة الرئيس المكلف مصطفى أديب اذا لم تبق حقيبة المال في يدي شخصية شيعية. ولا توجد اسماء حصرية عند”الثنائي” حركة “أمل” و”حزب الله” في هذا الخصوص وان موضوع غربلة الشخصية التي سيتفق عليها قابل للنقاش مع أديب من واحد الى عشرة اسماء وأكثر الى ان يقبل بواحد منها. وأصبح هذا الأمر من المسلمات عند رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لن يتزحزح عنه قيد أنملة . وان هذه الحقيبة في رأيه تعادل اي شيء ميثاقي . ويدعو المتلاعبين بالمياه العكرةهنا الى الكف عن هذه المحاولات العبثية .”والوقت ليس للعب على الاطلاق”. وتسأله “النهار” ان ثمة من يصف تمسككم بالمال انه يشكل حجر عثرة رئيسية في عملية تأخير التأليف ؟يأتي رده على الفور “ان هذا الكلام لا صحة له . ويبدو ان من يعمل على طرحه يهدف الى الاستفادة من حقائب أخرى”.
ثمة من يقول ان التشبث الشعي بهذه الحقيبة مسألة غير ميثاقية. وانتم تخالفون قواعد الدستور بعدم حصر أي حقيبة او حجزها باسم اي طائفة؟
– حصول الشيعة على هذه الحقيبة مسألة ميثاقية لا غبار عليها . وكثيرون ما زالوا على قيد الحياة وليشهدوا على ذلك . والرئيس رفيق الحريري رحمه الله اول من كان يعرف بهذا الامر. ومش الرئيس فؤاد السنيورة “.
وماذا عن عدد الحقائب الذي تراه افضل والأنسب لحكومة أديب؟ ولا سيما ان المعنيين في التأليف يعيشون في دوارن مفتوح حيال هذا الأمر؟
– كل أمر خارج اطار وزارة المال قابل للأخذ والرد والفهم والتفاهم في شأن عدد اعضاء الحكومة او سواه.
ويفهم من كلام بري ورسائله هذه الى كل من يهمه الأمر في التأليف سواء في الداخل او في الخارج ولا سيما الطرف الفرنسي هو ان من يعمل على محاولة نزع المال من الشيعة ومنعهم من استمرارهم في الحصول على التوقيع الشيعي بقوله لهم : “عبثاً تحاولون “. وكان رئيس المجلس قد أسمع هذا الموقف الى أكثر من جهة معنية بأنه من السذاجة ان يقارب البعض التوقيع الشيعي بالطريقة التي يعملون لها. وان هذا التوقيع في النهاية ” لا ينقذ البلد ولا يخربه”.
ويرفض الاتيان باسماء معلبة من الخارج رغم ترحيبه بالمبادرة الفرنسية والجهود التي يقوم بها الرئيس مانويل ماكرون. وينقل عن بري دعوته الى عدم تضييع الوقت والغرق في التفاصيل . ولا يقبل الدخول في اي نقاشات من نوع انه ” على الشيعة ان يمرقوها هذه المرة”. وفي رأيه ان مثل هذا الكلام لا يستحق الرد عند حركة “أمل” و”حزب الله”. ويفهم من هذا الجواب الواضح هنا انه اذا كان في قدرة العاملين على خط تأليف الحكومة ان يشكلوها “من دوننا فليفعلوها”.
وفي المناسبة ثمة حكومات عدة قبل الطائف كانت تشكل من دون الشيعة اشهرها حكومة ثلاثية في العام 1951 لاجراء الانتخابات النيابية برئاسة حسين العويني
ورباعية في 1958 برئاسة رشيد كرامي ورباعية ايضا برئاسة عبدالله اليافي في 1968.
وبالعودة الى عراب الطائف الرئيس حسين الحسيني فهو يشير الى انه تمت مناقشة ان تكون المال عند الشيعة في جلسات الطائف . واتفق على ان يتسلمها شيعي من دون تدوين هذا الامر . وعندما تسلمها الرئيس رفيق الحريري حصل ذلك بعد سلسلة من الضغوط والتدخلات السورية الشديدة انذاك الى ان وافق بري و”تنازل” عن هذا الامر،علماً انه كان قد تم الاتفاق في الطائف على عدم تسلم رئيس الحكومة اي حقيبة.
ولا ينفك رئيس المجلس عن الدعوة هنا الى التركيز على المسائل الجدية والفعلية لانقاذ البلد والتعجيل في تأليف الحكومة والتصدي لمشكلات المواطنين ومعاناتهم. ولا تزال دعوته تصب على مسألة وحدة اللبنانيين. وان فريقه السياسي ومكونه الطائفي سيكون في مقدم الداعمين للحكومة والزود عنها وتسهيل مهماتها وتنفيذ سلسلة الاصلاحات المطروحة . وان فريقه لن يتراجع عن العمل والاستمرار في لم شمل البلد وتضامن اللبنانيين للتخلص من سيل من الاعباء المالية والاقتصادية والمعيشية الملقاة على عاتق سائر الافرقاء بدل التلهي في سياسة المناكفات وتضييع الفرص على البلد والنهوض به.
ويزيد على ذلك ان الفريق الذي يمثله هو اول من يدعو الى تحقيق الدولة المدنية والتخلص من براثن المذهبية والمناطقية وسيكون اول من يعمل بالقول والفعل على تطبيق الاصلاحات المطلوبة والتي ينتظرها اللبنانيون. وان موقع الشيعة لن يكون “الا مع وحدة لبنان”. ويدعو من ينتقد هذا المكون الى اجراء قراءة صحيحة له. وان لا داعي للحاجة الى التذكير بأن هذه الطائفة قدمت الكثير للوطن ولا تزال على هذا النهج الذي رسمه الامام موسى الصدر. وان هذه المدرسة المقاومة ترفض التمييز بين اللبنانيين ووقوعهم في اي انقسامات. ويردد بري هنا بأنه يبغض المذهبية “منذ ان كنت على مقاعد الدراسة في المرحلة الابتدائية الى اليوم”.
وماذا عن ترسيم الحدود البحرية والبرية مع أسرائيل؟
يجيب” نحن من جهتنا خالصين”. وعند الاعلان عن ساعة المفاوضات تكون الدولة اللبنانية على “كامل الاستعداد”.
وعند سؤاله عن العقوبات الاميركية التي طاولت النائب علي حسن حليل والرسالة التي تلقاها من وزارة الخزانة ووممارسة ضغوط عليه يعلق بمثل يردده الجنوبيون بـ”ان الأكلة (الوجبة) البرية لا تحلو على الرص مثل حبات الزيتون “.
– النهار
الرئيسية - أخبار محلية و دولية - الرئيس بري: لن تولد حكومة الرئيس المكلف مصطفى أديب اذا لم تبق حقيبة المال في يدي شخصية شيعية.