الرئيسية - أبرز الاخبار والتحقيقات - من ذكريات حرب تموز : الشهيد أحمد أديب جزيني عرج الى السماء بعد أن أعجز ” أم كامل ” النيل منه في تنقلاته لتأمين ما يحتاجه رفاق الثغور

من ذكريات حرب تموز : الشهيد أحمد أديب جزيني عرج الى السماء بعد أن أعجز ” أم كامل ” النيل منه في تنقلاته لتأمين ما يحتاجه رفاق الثغور


– رضا دياب / موقع ارزي
في مثل يوم أمس من العام 2006 عند اول العصر علا الصراخ خارقاً جدار الصوت الذي كان يخرق آذاننا عند كل غارة للعدو على مدى واحد وثلاثين يوماً … لم يكن الصوت أليفاً لنا … صوت خرق جدار القلب على عكس الايام الخالية
استشهد أحمد ، للوهلة الأولى لم يصدق أحد ذلك ، جموع الناس التي احتشدت لترى مالقضية وقفت مذهولة ما زلت حتى اليوم أذكر صفنة بعضهم الطويلة ودمعة آخرين لم يستطيعوا التغلب عليها
على مدخل بلدة ارزي من جهة الخرايب كان يمر الشهيد أحمد على دراجته النارية بعد أن أتم مهمته في تأمين حاجات المجاهدين يروي أحد سكان المنازل هناك أنه كان يجلس على شرفة المنزل هو وزوجته حين صرخت به وقع أحمد عن دراجته ليس لأنه وقع بل لأنها من هول ما رأت خانها التعبير فهي لم تعلم ماذا حدث ويكمل قمت بالركض لأرى ماذا جرى وكانت روحه قد سبقتنا في العروج الى بارئها فهذه المرة استطاع صاروخ ال MK أو كما يسميها أبناء الجنوب ” أم كامل ” أن يصيب هدفه على عكس باقي المرات التي استطاع ان ينفذ فيها من صاروخها كما يروي أحد أقربائه فأحمد الذي لم يهدأ طوال أيام الحرب متنقلاً من جهة الى جهة ليؤمن ما يحتاجه الشباب ” ام كامل ” ترصد تحركاته كان الشهيد احمد قد روى لأحد أقربائه أن الله سلمه من صاروخها حيث شعر بشيء غريب فرمى نفسه الى جانب طريق نهر الليطاني في ارزي وما إن فعل ذلك حتى باغت صاروخها المكان الذي هرب منه
كان التشييع حزيناً جداً في ظروف استثنائية حالت دون مراسم رسمية ، بعد التشييع عند العصر زاد الوجع في قلوب محبيه بعد إعلان أن الهدنة دخلت حيز التفعيل لم يصدق الناس ذلك ردد البعض بينهم ” إنا لله وإنا اليه راجعون ” ، احد كبار السن وهو عائد لمنزله يحدث نفسه قائلاً : الله يرحمك يا أحمد لو نطرت يومين ، بعض الشباب الذين اعتادوا أن يجتمعوا يومياً أيام الحرب وقبلها خرقهم جدار الصمت وهم ينظرون الى ملعب البيدر الذي كان مرتع أحلامهم حتى هبوا اليه عصر أول يوم من بدء الهدنة يلعبون كرة القدم ويلوحون بأيديهم الى ” ام كامل” التي ما زالت تسرح وتمرح في سمائنا رغم كل هذه الأجواء إلا أن أحمد حقق حلمه كهؤلاء الشباب الذين عادوا الى ملعبهم وعرج هو الى بيدره الأبدي الذي لطالما حلم بأن يعرج اليه حيث الشهداء
على صفحات الفيسبوك يذكر محبيه كل عام صفاته ، فوصفه صديقه في ذكرى يوم الشهيد العام الماضي بصاحب القلب الطيب المجاهد المخلص والفوي المحبوب المتواضع الذي لم يفارقنا حتى بعد شهادته من العام 2006 وآخر خلد ذكراه قائلاً : وقد قال ربنا أن الشهداء أحياء فكيف نصدق غيابك !!! دماؤك التي كتبت بها حكاية من حكايات انتصار تموز لن تذهب سدى بل إن حفظ هذه الدماء سيبقى ما حيينا أمانة في أعناقنا لك الخلود والرحمة يا حبيبنا وشهيدنا