يوم الإثنين المقبل، سيتحسن معدّل التغذية بالتيار الكهربائي. وإلى ذلك الحين، سيكون التحسن تدريجياً مع بدء وصول شحنات الفيول. لكن المشكلة أن أحداً من المعنيين لا يمكنه توقع استقرار الإنتاج، في ظل الغموض في جدولة الشحنات المستقبلية مع سوناطراك. وعليه، إذا لم تجد وزارة الطاقة حلاً مستداماً لمسألة الفيول، يُخشى أن تتحول العتمة الشاملة إلى أسلوب حياة يُفرض على المقيمين كل حين
مؤقتاً، ستنتهي أزمة الكهرباء يوم الإثنين المقبل. التغذية بدأت تتحسن تدريجياً منذ مساء يوم الأحد، وقد زادت ساعتين ونصف ساعة يومياً، على ما أكد وزير الطاقة ريمون غجر. في صباح اليوم نفسه وصلت التغذية إلى القاع، فسُجّل إنتاج 500 ميغاواط فقط، بالمقارنة مع 2100 ميغاواط في الوقت نفسه من العام الماضي. التحسّن أتى نتيجة وصول باخرة محمّلة بـ35 ألف طن من الفيول Grade B الخاص بتشغيل باخرتي الكهرباء ومعملَي الجية والذوق الجديدين. اليوم، ومع إعادة تشغيل ماكينات إضافية في هذه المعامل، وصل الانتاج إلى 815 ميغاواط. في الباخرتين التركيتين كان الارتفاع الأكبر، إذ وصل إنتاجهما إلى 280 ميغاواط، بعدما انخفض في الفترة الماضية إلى ما دون 30 ميغاواط. لكن بالرغم من توفّر الفيول، إلا أن إدارة الباخرتين فضّلت عدم رفع الانتاج إلى القدرة القصوى (380 ميغاواط)، بسبب الخشية من تأخر الفيول مجدداً. فالتشغيل الكامل يعني أن الفيول بالكاد سيكفي لـ 12 يوماً.
الإنتاج بدأ يتحسّن أيضاً في معملي الجية والذوق الجديدين، بعدما كان المعملان بالكاد ينتجان 50 ميغاواط من أصل 270 ميغاواط. وخلال يومين يُتوقع أن يقارب الانتاج 200 ميغاواط.
بعد باخرة الفيول Grade B، تصل اليوم باخرة أخرى Grade A. وستسهم تلك الباخرة في إعادة تشغيل معملَي الجية والزوق القديمين. وبالتالي، وضع طاقة إضافية على الشبكة. وأوضح غجر أن «الباخرة بحاجة إلى أربعة أيام لكي نستفيد من حمولتها».
التحسّن الفعلي يُفترض أن يبدأ الأسبوع المقبل، إذ تصل باخرة مازوت من الكويت يوم الإثنين. تلك الباخرة التي سترسو في الزهراني، وستسمح بتشغيل أكبر معامل الكهرباء في لبنان، أي الزهراني ودير عمار (450 ميغاواط لكل معمل)، علماً بأن كلاً منهما ينتج حالياً 130 ميغاواط فقط. وبعد باخرة الكويت، يفترض أن تصل باخرة مازوت أخرى من سوناطراك (مجدولة سابقاً)، بما يؤدي إلى استقرار نسبي في التغذية، لكون المعملين يؤمنان نصف الإنتاج في لبنان. بالرغم من الإيجابية وبدء وصول بواخر المحروقات، إلا أن القلق لا يزال يسيطر على العاملين في القطاع بسبب عدم جدولة أي باخرة جديدة تحمل فيول Grade B. وهذا يلزم الباخرتين التركيتين، وأيضاً معملي الجية والذوق، بعدم المغامرة في إنتاج الكهرباء بالطاقة القصوى، للبقاء على الشبكة لأطول فترة ممكنة.
تلك لن تكون حالة مؤقتة، بحسب المصادر. الخلاف المستمر مع سوناطراك منذ أزمة الفيول المغشوش، أنهت مرحلة الاستقرار في تأمين حاجة لبنان من الفيول. ولذلك، وإلى حين انتهاء العقد معها، يُتوقع أن تبقى مسألة عدم الانتظام في وصول الفيول قائمة، ما سينعكس تذبذباً في الانتاج وفي التغذية. لكن أحداً لا يتوقع عودة وصول الانتاج إلى معدلات السنة الماضية. وهو ما يفرض على وزارة الطاقة العمل بجد على إيجاد مصادر أخرى للفيول، لأنه صار جلياً أن الاعتماد عل مصدر واحد لم يعد ممكناً. اعتماد مناقصات Spot Cargo، التي بدأت الوزارة تنفيذها لتأمين المازوت لمنشآت النفط، يمكن أن يكون حلاً لتأمين المحروقات لمعامل الكهرباء أيضاً.
التغذية تتحسن… لكنها لن تعود إلى معدّلات الصيف الماضي
اللافت أن الباخرة المحمّلة بالفيول، والتي وصلت يوم الجمعة الماضي، لم تنته من تفريغ حمولتها بعد، بسبب عدم إعادة استعمال الخزّانين الرئيسين (25 ألف طن سعة كل خزّان) الموجودين في الجية والذوق. فبعد طول انتظار، أفرغت منهما حمولة الفيول المغشوش، إلا أنه يتم حالياً تنظيفهما من رواسب تلك الشحنة حتى يتسنى إعادة استعمالهما. ونتيجة ذلك، لم تتمكن الباخرة التي وصلت أخيراً من تفريغ حمولتها دفعة واحدة، وهي لا تزال تفرغ، حتى اليوم، في الخزانات الاحتياطية في الجية والذوق، بسبب عدم القدرة على استيعاب كامل الكمية.
– جريدة الأخبار