خسر مزرعة دجاج بعدما استدان مبلغاً من المال وأسّسها بجهده، واليوم علق شهادته الفنية، مقابل شهادته الجامعية وقرر المضي قدماً في تربية الأغنام.
محمد علي فقيه، ليس برجل أعمال، بل شاب يبلغ من العمر 25 ربيعاً، إلا أنه رغم صِغر سنه، تجرّع تجارباً مهنية قاسية وفي آخر محاولة إنعاش لظروفه تحول إلى راعٍ.
“في مثل مفاده أن الغباء والفشل هو أن تستيقظ باكراً كل يوم لتزيد من ثروة غيرك” يقول محمد علي في حديث لموقع بنت جبيل… مبرراً بذلك صورة له نشرها مع الأغنام وكتبت “شهادة فنية + شهادة جامعية صاحب مزرعة دجاج دمرها الإقتصاد والتهريب سابقاً وراعي”.
فمحمد نال شهادة مهنية في مجال الكهرباء، كما تخصص في مجال الإعلام (إذاعة وتلفاز) ولا يزال على بعد خطوات قليلة من التخرج، بانتظار فسحة انفراج مادي.
وعن مشروع مزرعة الدجاج، يقول أنه سبق له أن أطلق مشروع تربية دجاج لينتج، فبمعونة من شقيقه المغترب وباستدانة مبلغ مالي أطلق المشروع. لكنه خسره بالكامل بسبب غلاء العلف والعوامل المادية الخانقة.
ورغم قوله “نحن عايشين بس فعلياً ناطرين الموت لياخذنا”، إلا أنه منذ بضعة أشهر عمد إلى شراء الأغنام كلما كان يتوفر بحوزته مبلغ مالي. واليوم بات يمتلك 9 أغنام يعوّل عليهم في بلدته في الطيري، في ظل انعدام الفرص الحقيقية ضمن مجالي دراسته. كما يشكو من انعدام الدعم لأصحاب المشاريع الصغيرة، قائلاً “يلي بعمرنا عم يحاول بيروح طحن بين الرؤوس الكبيرة من التجار”!
يستطرد محمد علي في حديثه لموقع بنت جبيل عما يعانيه من “خيبة”، فيقول “نحن قدام دمار لأجيال كاملة، من مواليد التسعينيات، ولاحقيننا مواليد الألفين”…ويتابع “نحن جيل مدمر، مين فعلياً قادر يفكر بتأسيس عيلة؟”
لا يفكر الشاب بالهجرة، لذا يسعى جاهداً لابتكار فرص لنفسه من العدم. ويقول “أنا الكبير، مضطر ابقى وما بترك أهلي، بيي مريض كلى، وواجبي كون حده”.
كذلك يشير إلى أنه زرع شتولاً من البندورة والخيار، آملاً أن ينجح محصوله ليبيع من إنتاجه، إضافة إلى الكسب من الأغنام.
رغم سعيه وطموحه، يضيف إلى كلامه ما أسماه “واقع” وليس بتشاؤوم، فيختم بالقول: “حتى لو نتجت، عِملتنا رح نلف فيها سندويشات”!
داليا بوصي – بنت جبيل.أورغ