تُواصل الأسعار ارتفاعها مُجدّداً. نتحدّث هنا عن أسعار كلّ السلع، ولا سيّما المواد الغذائية والتموينية التي يستهلكها المواطن بشكل يومي ولا يُمكن الإستغناء عنها. في الحقيقة هي لم تتوقّف يوماً عن الإرتفاع، حتى مع نشر وزارة الاقتصاد على موقعها السلّة الغذائية المدعومة والأسعار قبل الدعم وبعده، فلا تزال كما هي، أي على زيادة كبيرة، ومحلات وسوبرماركت عدّة ما زالت تعرض هذه السلع بأسعارها الجديدة التي لا تتوافق أبداً مع أسعار السلّة.
هنا في مناطق الشمال، لا سيما في السوبرماركت بمدينة طرابلس وعكّار والكورة، ثمّة أشياء لا يفهمها المواطنون. فهم يتساءلون بشكل دائم: من يُحدّد أسعار السلع على اختلافها لا سيما الغذائية والتموينية منها؟ وأين الرقابة على تحديد الأسعار؟
تقول هدى نجيب وهي تشتري من سوبرماركت في طرابلس: “منذ أسبوع تقريباً، كنت هنا أشتري حاجيات البيت. فاشتريت عدداً من السِلع بأسعار معيّنة واليوم الأسعار ارتفعت مُجدّداً فمثلاً، علبة جبنة الـ”كيري” بدأت بالإرتفاع من 6500 حتى بلغت اليوم 18000 ليرة لبنانية”. والصدمة ذاتها عبرت عنها رنا مّخول التي قالت: “كلما جئت إلى السوبرماركت أجد الأسعار قد زادت عن المرّة السابقة، فمثلاً، منذ شهر كنت أشتري كيس المحارم 4 علب نوع “سانيتا” بـ 12000 ليرة لبنانية، واليوم أصبح الكيس علبتين وسعرهما 9000 ليرة لبنانية.. والأحلى من هيك بيكتبولك عليه 8999 ليرة على أساس هالليرة رح يرجعولنا ياها. لا أدري أين الرقابة ومن يراقب من”؟ وقال أحد الزبائن لـ “نداء الوطن”: “في شي مش طبيعي بالأسعار والله كل شيء بزيادة طلوع.. اللحم والدجاج والأكل والخبز والخضار والفواكه .. صدقني كل الكلام عن إنو في تعديل بالأسعار ما شفنا منو إلا التعديل للزيادة”.
وبينما تقول وزارة الاقتصاد إنها بدأت فعلاً دعم السلّة الغذائية، إلا أن المواطنين في الشمال يشيرون إلى أنهم “لم يروا حتى اللحظة هذا الدعم، وأن الكثير من الأسعار التي أوردتها الوزارة على موقعها، لا يتمّ التقيّد بها في المحلات، فكلّ سوبرماركت يسعّر المواد على طريقته.. فبإمكانك أن تُشاهد كيف أن نفس السلعة يتغيّر سعرها من محلّ إلى آخر في طرابلس نفسها، ولا نعلم من يُسعّر ومن يُراقب”.
الموز يواصل ارتفاعه
صحيح أنّ الخضار والفواكه قد هدأت أسعارها قليلاً، بعد الإرتفاع الجنوني الذي شهدته في بدايات شهر رمضان المبارك، لكنّ كيلو الموز ما يزال يواصل ارتفاعه مُلامساً الـ 5 آلاف. إلا أنّ السلع التموينية الغذائية التي طالتها السلّة الغذائية” المدعومة”، ليست كل شيء بالنسبة إلى اللبنانيين، فهناك العديد من السلع الأخرى التي لم تطلها، هذا مع الإشارة إلى أن السلّة نفسها، أسعارها عند الوزارة شيء، وعند التجّار وفي السوبرماركت، شيء آخر.
وفي إطار نشاط السوق السوداء، بدأنا نلمح على الطرقات العكّارية وكذلك في طرابلس، أشخاصاً من التابعية السورية، يببعون مواد التنظيف والمُطهّرات، مُعبّأة بـ “غالونات” 10 ليترات أو أكثر أو أقّل، وسعر الـ “غالون” 10 ليترات 12 ألف ليرة لبنانية. وإذا ما قارنا سعر هذا الـ”غالون”، مع عبوة سعة ليتر واحد من مطهّر “ديتول” بسعر 22.000 ليرة لبنانية، موجودة على أحد الرفوف في “سبينس” مثلاً، فإن كثيرين سيلجأون إلى شراء هذا المنتج الذي يُباع على الطريق لأنه أرخص بكثير وأوفر. ولكن يبقى السؤال: هل هذا المُنتج يُراعي شروط السلامة المطلوبة ويحتوي على المكوّنات اللازمة لمثل هذه المنتجات؟ وفي حديثنا مع أحد الباعة السوريين أكّد لنا “أنه يشتري هذه المنتجات من شركة في البداوي – طرابلس، تقوم بصناعتها وتقليدها بأقرب المواصفات إلى تلك التي تعتمدها شركات مثل ديتول وسيبتول العالمية”.. وتابع:”لا يغرّنك الشكل .. بس المفعول واحد”!!. ولا ندري طبعاً من أين المواد الأولية التي تُستعمل للتصنيع ومن يُراقب النوعية والجودة والكمية أيضاً؟
المصدر: مايز عبيد – نداء الوطن