– بلال مشلب
الحصص ومساعدة الــ ٤٠٠ ألف ليرة بين مطرقة الجشع وسندان المحاصصة:هل ستطير المساعدات أو ستُسرق؟؟؟
تزامناً مع الظروف المعيشية والصحية الصعبة التي يمر بها لبنان،أطلقت حكومة التحديات مشروع مساعدة الأسر الأكثر فقراً في سابقة لم يذكر تاريخ لبنان الحديث مثيلاً لها.
وما إن أعلنت الحكومة خطتها والتي تضمنت تقديم الحصص الغذائية ومبلغ ٤٠٠ ألف ليرة لكل عائلة،حتى كثرت التحليلات والآراء حول كيفية توزيعها والمعايير الحكومة في تصنيف الأسر المستحقة.
وبحسب المعلومات باشرت البلديات بإجراء المسوحات الميدانية لتلك الأسر. ولكن جملة من الأسئلة تطرح نفسها هنا ومنها:هل يتم المسح بالطرق العلمية؟ وهل الموكلون بهذا الإجراء هم من الثقاة وأصحاب الإطلاع الشامل على أوضاع العائلات؟ولعل السؤال الأهم الذي يفرض نفسه هل سيتم توزيعها بعدالة دون تمييز أو محسوبية؟
مما لا شك فيه أننا في بلد لا يخلو من (الواسطة) وهنا يكمن الخوف الأكبر في إدارة هذا المشروع الإنساني الهام. هذه الواسطة التي تأتي بأشخاص عديمي الخبرة في مجال عملهم ستنعكس حتماً في عمليات المسح المفترضة. ضف على ذلك بأن من يقوم بالمسح لن يوفر أقاربه أو خاصاته من هذا المشروع حتماً. ويعود السبب في ذلك إلى العقلية التعصبية السائدة في مجتمعنا وهذا امر غير مستغرب.
كل ما ذكرناه أعلاه بكفة وثمة أمر آخر بكفة… إنها “المحاصصة”!!!! نعم المحاصصة… المصطلح الذي بات ملح المائدة اللبنانية في أي مشروع. وفيما يخص مشروع المساعدات!!! فحدث ولا حرج…. ولعل أكثر ما يهدد الملف هو توزيع الأسماء بحسب حجم الجهات الحزبية أو العائلية في كل بلدة وعليه فإننا أمام التحدي الأكبر خلال الفترة القادمة.
هذه التحديات تشكل استحقاقاً بارزاً للحكومة أولاً وللسلطات المحلية داخل كل بلدة ثانياً وللجهات الضاغطة والفاعلة ثالثاً ونحن سنكون أمام مشهدين لا ثالث لهما:إما أن يأخذ الفقير حقه في زمن قلّ فيه الديّانون!!! وإما أن نشاهد الحصص والمساعدات في جيوب أصحاب القصور وعلى رفوف مطابخهم الفاخرة!