أكد أستاذ أمراض الدم في جامعة “سان رافييل” في ميلانو البروفسور فؤاد قانصو لـ”الوكالة الوطنية للاعلام” أن “الوضع الحالي للإصابة بالكورونا متجه نحو الانتشار الأكثر على قاعدة أنه من خصائص هذا الفيروس عملية الانتشار السريع”.
وقال الطبيب الذي يحظر عليه الخروج من المستشفى لأنه على اتصال دائم مع المصابين وعليه اجراء فحوصات عديدة قبل خروجه: “في إيطاليا حاليا تجاوز عدد المصابين 7500 شخص وعدد الوفيات 370 شخصا وهو عدد ليس بقليل نسبة لعدد المصابين وهذا يعود بشكل أساسي لوجود أمراض مزمنة ونقصن في جهاز المناعة لدى المسنين”.
أضاف: “نحن نجزم أن التدابير المتخذة من جانب الحكومة الإيطالية وبخاصة الإدارات الصحية المحلية هي تدابير ممتازة وتساعد جدا على محاصرة الفيروس. ولكن السبب الرئيسي في الانتشار الحالي هو عدم التقيد بشكل كامل ومنضبط من بعض المواطنين بالتوصيات الصحية، ولعل السبب في ذلك عدم الإدراك وفهم خطورة الإصابة وخاصة للمسنين. نسبة الوفيات الأكبر في إيطاليا تعود للمسنين ما فوق الثمانين عاما حوالي 43 في المئة، أما نسبة الوفيات بين المسنين من 70 الى 80 عاما 33 في المئة ثم المسنين بين 60 و70 عاما 9 في المئة”.
وتابع: “من حيث تجربتنا في متابعة حركة الفيروس وحالات العدوى، وخصوصا أنني مكلف شخصيا بالتنسيق للحد من الانتشار واحتواء العدوى من قبل مجموعة المستشفيات في مدينة بريشيا (مقاطعة لمبارديا) وهي المقاطعة الأكثر إصابة من ناحية العدد والوفيات ننصح المواطنين بالتقيد الدقيق بالتعليمات الطبية”.
وعن تقويمه للوضع في لبنان، قال: “ندعو أهلنا وأحبتنا في لبنان للاستفادة من التجربة التي نخضع لها في إيطاليا والتي تعد من الدول ذات النظام الصحي الأفضل في العالم. حتما سنكون أمام أوضاع حرجة عالميا في احتواء الفيروس ولكن التجربة الصينية وحاليا الإيطالية ومستقبلا الدول الأخرى يجب ان تكون مفيدة للدول التي بدأت تعاني شيئا فشيئا من انتشار المرض. ان التقيد بشكل دقيق ومنظم بقوانين النظافة والحماية يحمينا ويحمي الآخرين وبخاصة المسنين الذين يعانون الأمراض المزمنة من هذا الوباء اللعين”.
وختم: “لفتني في متابعة وسائل الإعلام اللبنانية حال المسؤولية الكبرى في إعطاء النصائح والإرشادات العامة للمواطنين في كيفية الاحتراز. نجدد نصائحنا لأحبتنا بالالتزام الكامل والحرفي بكل التدابير من غسل اليدين وعدم التواجد في الأماكن المكتظة والخروج من المنازل للضرورات وتأجيل كل المناسبات الاجتماعية لأوقات أخرى ولا نخجل من وضع الكمامات لأنها حتما ستكون عنصر مساعد في عملية الاحتواء والحد من انتشار الفيروس”.