رمال جوني – نداء الوطن
للمرة الاولى منذ سنوات تقفل سوق الاثنين الشعبية أبوابها أمام أهالي النبطية. فرض كورونا قراراته ولو انعكس مزيداً من الحصار الاقتصادي على المواطن، ولكن الصحة تتفوق على ما عداها.
لم تتردد لجنة البيئة والصحة في بلدية النبطية في اتخاذ قرارها القاضي بإلغاء سوق الاثنين الشعبية. خطوة وقائية ستتسع لتطال المحال والمقاهي والتي ستستتبع بالطرقات والعزل المنزلي.شوارع النبطية شبه خالية، فالخوف بدا جليا، حركة خجولة في الشوارع، المحال تتخذ الاجراءات الوقائية من تعقيم ووضع الموظفين الكمامات، مع كثير من الهلع: ماذا لو تسلل الفيروس الى داخل المحال؟
لا ينكر التجار أنفسهم ان هناك نوعاً من اللامبالاة عند الاهالي سيما من عادوا من بلاد موبوءة، لم يضعوا أنفسهم ضمن الحجر المنزلي الوقائي. ويشير أحد التجار إلى ان الخطر بات وشيكاً “يتحدث البعض عن نقل حالة من بلدة زبدين، وأخرى تم نقلها من بلدة دير الزهراني، اي ان الخطر يداهم حياتنا، وهذا يوجب علينا مزيداً من الوقاية”.
لا ينكر عضو المجلس البلدي في النبطية صادق عيسى “اننا دخلنا حرباً جديدة مع فيروس كورونا، وهي حرب ضروس، اذ اننا نفتقد سلاح مواجهته”.عيسى الذي يتابع عن كثب ملف خلية الازمة في البلدية، يؤكد ان “الخطوات الوقائية جاءت لدرء خطر تفشي الفيروس، فالسوق الشعبية تضم نحو 400 بسطة، ويقصدها الزوار من مختلف المناطق، وبالتالي لا احد يضمن عدم الاحتكاك واللمس، التي هي احدى ابرز قنوات تفشي العدوى وانتقالها، وعليه لم نجد غير الغائه لمدة 14 يوماً قد تمدد حسب ما تقضيه الحاجة”.
ولا يخفي عيسى انعكاس القرار “سلباً على اوضاع التجار في ظل الازمة الخانقة”، غير انه يؤكد: “الصحة اهم في هذه الظروف، ولا مزاح مع هذا الفيروس”. خطوة بلدية النبطية لاقت ارتياحاً لدى الاهالي، وفضل كثيرون التزام منازلهم، وهناك عتب على من عاد من البلدان الموبوءة ولم يتبع خطوات الحجر والوقاية، والسؤال لوزارة الصحة: لماذا لم يتم حجر من عاد من بلدان موبوءة؟ وماذا عن رحلات ايران التي سجلت اولى حالات كورونا، ويذهب آخر للقول: “اذ تفلّت الامر فالمسؤولية تقع على عاتق الوزارة نفسها”.
وعلى خط الازمات، عادت تحركات الشارع للضغط أكثر، فالوضع الاقتصادي حجر على كل الاهالي، ولم يجد حراكا النبطية وكفررمان غير تصعيد الخطوات، والسير بتظاهرة شعبية رفعت “شعار مش دافعين”، كنوع من العقاب الجماعي للدولة، التي افرطت في نهبها الشعب وسرقة خيراته. تقول فدوى: “مش دافعين لاننا دفعنا الكثير من الازمات، بتنا في القعر، لماذا ندفع لنتكبد مزيداً من الضرائب”.
جاءت التظاهرة بمثابة رد فعل مباشر على احتمال الدفع لصندوق النقد الدولي، وشكلت ورقة ضغط شعبية يمسك بها الحراك في وجه سلطة جائرة.
خرج عدد من ابناء النبطية والجوار في تظاهرة “مش دافعين”، تحدوا كورونا، الوباء الذي يهدد حياتهم وساروا في تظاهرة الرفض لتكبيد المواطن مزيداً من الاعباء. اغلب المشاركين كانوا من كبار السن ومن الشباب، كل خرج ليدافع عن حقه فالكبار طالبوا بصندوق للشيخوخة والضمان بدل الدفع وهدر مال الشعب للصندوق الدولي، والشباب كانوا اكثر حزماً وتوصيفاً للمشكلة وقالت سماح: “لا نريد مزيداً من جيش البطالة نريد جيشاً اقتصادياً يحررنا من الديون، نريد صناعة ناشطة لا مزيداً من تدمير القطاع الصناعي”.