تحت عنوان منظمة الصحة العالمية: استعدوا (للوباء)!، كتب علي عواد في “الأخبار”: أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أمس، أن فيروس “كورونا” الجديد بلغ “نقطة حاسمة” عالمياً، وحضّ الدول التي طالها على “التحرك سريعاً” والاستعداد لاحتوائه. لكن ما لم يقله هو أن المنظمة باتت تتعامل مع الفيروس على أنه، بالفعل، وباء عالمي، وإن كانت لا تزال تماطل في الاعلان الرسمي خوفاً من التبعات التي قد يتركها على الاقتصاد العالمي. وحده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أقرّ، غداة الإعلان عن وفاة أول فرنسي، وهو رجل ستيني لم يزر أي منطقة ينتشر فيها المرض، أقرّ بـ”أننا أمام وباء” و”علينا أن نواجهه”.
غيبريسوس لفت الى انخفاض عدد الإصابات الجديدة في الصين، لكنه أشار الى أن “ما يحصل في بقية العالم هو الآن مصدر قلقنا الأكبر”. وحضّ الدول التي لا يزال انتشار مرض “كوفيد – 19” فيها في مراحله الأولى إلى “التحرك سريعاً… إذا تصرفتم بحزم الآن، يمكن احتواء الفيروس، وتفادي إصابة الناس بالمرض، وإنقاذ أرواح”. وشدد على أن على كل الدول ضمان جاهزية أنظمتها الصحية للتصدي لانتشار الفيروس، و”نحن حالياً في وضع دقيق جداً، إذ يمكن لانتشار الفيروس أن يتخذ أي اتجاه ممكن بناءً على الطريقة التي نتعامل بها معه”.
وإلى وقت قصير، كانت مدينة ووهان الصينية المركز العالمي الوحيد للوباء. لكن ظهور حالات إصابة جديدة في كوريا الجنوبية وإيطاليا وإيران زاد المخاوف من تحولها إلى بؤر انتشار إضافية. وعملياً، باتت كوريا الجنوبية المركز الرئيسي للفيروس خارج الصين، إذ يزداد عدد الإصابات في هذا البلد بشكل كبير.
وأوضحت السلطات أن عدد الإصابات اليومية الإضافية فاق 500 إصابة أمس. والأمر نفسه ينطبق على إيطاليا التي تتجه لأن تصبح بؤرة لتفشي الفيروس أيضاً، إذ وصل الفيروس، عبرها، إلى البرازيل بواسطة برازيلي عائد منها. كذلك سجلت كل من اليونان وإسبانيا وكرواتيا والنمسا والدنمارك وألمانيا حالة إصابة على الأقل لأشخاص زاروا إيطاليا. إلا أن اللافت أن الإعلام الغربي والعربي يصبّ تركيزه على إيران (245 إصابة، 26 وفاة)، متّهماً إياها بالتغطية على أرقام المصابين بدايةً، ليعود ويصفها بناقلة العدوى ثانياً، فيما يجري تجاهل دولة مثل إيطاليا (655 إصابة، 17 وفاة)، باتت على قاب قوسين أو أدنى من نقل مواطنيها العدوى إلى نصف دول أوروبا وشمال أفريقيا.
وفيما عززت دول أوروبية عديدة إجراءاتها الوقائية، وأوصت مواطنيها بعدم زيارة المناطق الإيطالية التي طالها الفيروس. اتخذت روما تدابير جديدة قاسية، عبر عزل 11 مدينة في الشمال، رئة البلاد الاقتصادية.
ولم تعد أفريقيا أيضاً في منأى عن الفيروس، رغم أن عدد الإصابات لا يزال منخفضاً، إذ وصل مواطن إيطالي مُصاب إلى الجزائر، وهي ثاني إصابة بالفيروس في القارة، بعد تسجيل إصابة سابقة في مصر. وفي الولايات المتحدة التي تعاملت الى وقت قريب مع انتشار الفيروس من موقع المتفرج، سُجلت الأربعاء إصابة بالفيروس لشخص من كاليفورنيا، من دون معرفة مصدر العدوى، إذ إن المصاب لم يلتق أشخاصاً قادمين من دول تشهد انتشاراً للفيروس. وبذلك، ارتفع عدد المصابين في الولايات المتحدة الى 60 شخصاً.
المصدر: الأخبار