موقع إرزي
– رضا دياب
لم تمر سنة 2017 كباقي السنوات على بلدة ارزي ، واحد وعشرون فقيد عزيز بينهم سبع أمهات انضممن الى أضرحة البلدة والتحقن بجوار الرحمن وهكذا رحلن تاركين في القلب غصة وفي العين دمعة
لم تكد بلدة ارزي تقفل أبواب العام 2017 لتستقبل العام 2018 حتى فتحت الجبانة أبوابها من جديد محتضنة في ترابها العديد من الاحبة من بلدة ارزي على باب العام الجديد رحل الحاج غسان زرقط وبعده فقيد الاغتراب الحاج علي قانصو تاركين في القلب ذكريات لن تنسى
تقف اليوم على باب الجبانة في مجلس عزاء عيد الام وتنظر الى عدد الاضرحة الذي يزيد سنة عن سنة تدخل وفي القلب غصة ثلاث امهات احتضنهم هذا العام تراب الجبانة الحاجة فاطمة قانصو (ام علي جزيني ) والحاجة فاطمة قانصو ( ام بهيج جزيني ) وفقيدة الصبا المرحومة زينب قانصو (ام حسن ) رحلن ولم يرحلن ولن يرحلن وستبقى ذكراهن في كل عيد أم ملجأً لأولادهن الذين بكوهن بدم ودمع
وأنا أتنقل بين الاضرحة التقط صوراً للمجلس أمر بضريح الطفل محمد سعيد الجمل( ابن سعيد المصري) الذي قضى هذا العام بحادث مؤسف ، والده وأمه يجلسان على الضريح الام تبكي بحرقة والاب ينظر الي سانداً رأسه بيده اليسرى وعيناه مليئتان بالالم حدقت في عينيه فعاد ذلك المشهد أمامي من جديد حين صرخ ” ابني مات قدامي هرسوه قدامي ابني مات محمد راح ” وهو يضرب بيديه على رأسه ” يا حمودي ” وشقيقه وشقيقته يلعبان قرب الضريح مع أخيهما محمد يمسحان الضريح ويضحكان معه
على بعد مترين و ثمانية أيام من روضة الطفل محمد الجمل ومن التحاقه بطيور الجنة تقع روضة الطفل عباس أيمن قاسم الذي اختصر معنى الحياة و كتب أقصر قصة حياة على رخامة ضريحه :
” ولد وتوفي في 29/1/2018″
