الرئيسية - أبرز الاخبار والتحقيقات - محمد عكوش ارتحل الى السماء بعدما كحل ناظريه برؤية طفله الصغير ليسكن الى جوار والده الذي ودعه منذ عدة شهور

محمد عكوش ارتحل الى السماء بعدما كحل ناظريه برؤية طفله الصغير ليسكن الى جوار والده الذي ودعه منذ عدة شهور


– رضا دياب / موقع ارزي
يحتار القلم من أين يبدأ … من شاب خطفه الموت كلمح البصر أم من طفل أصبح يتيماً وهو الذي انتظره والده بفارغ الحب ليكحل ناظريه بطلته وليكون له سنداً في الكبر
من يعرف محمد عكوش العامل الكادح من بلدة ارزي يعرف قصة انتظاره لطفله وقصة الشوق التي عاش لياليها منتظراً عطاء الله ليغمره بين يديه وليعود عند كل مساء من عمله ليسمع كلمة ” بابا” تملأ أرجاء المنزل فينسى من خلالها كل التعب الذي عاشه طوال اليوم

نعم … نحتار من أين نبدأ … أمن عائلة ما زالت تلملم أحزانها بعد فقدها الأب منذ أوائل العام أم من أشقاء كانوا يداً واحدة فخسروا أحد أعمدتهم بطرفة عين لم تكن بحسبان أحد
أم من بلدة نزل الخبر عليها كالصاعقة ، فمحمد الشاب الخلوق العامل المناضل لم يعرف عنه أحد الا حسن الصفات وطيب الاخلاق والضحكة التي تفارق وجه عند لقاء أي أحد
تدخل وسائل التواصل الاجتماعي فترى صورته كي زينت كل الصفحات ذلك يترحم عليه وذلك يتمنى له جنان الخلد وذاك يتذكر سهراته الجميلة وذاك يفتقد ابتسامته في وجه

على أعتاب حزن وفاجعة وقفت ارزي عند غروب هذا اليوم الكل في صدمة لا أحد يصدق فقد رحل محمد عكوش تاركاً خلفه طفله الصغير وعائلته التي أحبته وأحبها بكل اخلاص
في تلك الحارة القديمة في ارزي مسقط رأسه كان محمد منذ صغره يلعب مع أبناء الحي ، كبر محمد وما زالت طفولته عالقة بين جدرانها يرسم على أحجارها وجه المملوء بحب الحياة وأنس السهرات الجميلة
بين ذكرى وذكرى يولد طفل وبين طرفة عين وعين نودع حبيباً في غصة كأن الموت لا يختار إلا الانقياء كأن الموت لا يزور إلا من أتعبتهم جراح الزمن فيأخذهم الى السماء ليضمد جراحهم ليعيشوا الامان المفقود في الارض
هكذا هم الطيبون يا محمد يرحلون بسرعة بلا استئذان وتبقى صورتهم وأعمالهم في الأذهان
فسلام على روحك في العلياء بجوار والدك وجوار الرحمن

يجري الدفن نهار غد الثلاثاء في تمام الساعة 11 قبل الظهر في جبانة بلدته ارزي