كانت متوجهة إلى عملها حين خطفها الموت على طرق لبنان، هي المديرة والمربية الفاضلة سوزان شوقي التي كرّست حياتها في تعليم الأجيال، قبل أن تعلن الرحيل وهي في طريقها لأداء رسالتها الإنسانية.
رحيل كارثي
عند الساعة السابعة من صباح السبت الماضي حلّت الفاجعة على عائلة شوقي التي خسرت ابنتها في غفلة قاتلة، وبحسب ما قالته زميلة الضحية غادة برجاوي لـ”النهار” إن “سوزان وزوجها انطلقا من منزلهما في عرمون لبدء يومهما في العمل، وما إن وصلا إلى أوتوستراد المطار حتى انقلبت سيارة على مركبتهما… الضربة القوية أتت على الجهة التي كانت تجلس فيها ابنة بيروت، الأمر الذي أدى إلى لفظها آخر أنفاسها على الفور، كما أصيب زوجها والسائق الذي اصطدم بهما بجروح نقلا على إثرها إلى المستشفى”. في حين ذكرت المديرية العامة للدفاع المدني في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” أن عناصرها عملوا “في تمام الساعة ٧:٠٠ صباحاً من تاريخ اليوم الواقع في ٢٠١٩/٩/٢٨ على سحب امرأة من داخل سيارتها، بالاستعانة بالمعدات الهيدروليكية جراء حادث سيرٍ وقع على أوتوستراد المطار باتجاه بيروت. الحادث أيضاً أسفر عن إصابة شخصين آخرين وتم نقلهم جميعاً بواسطة جهاتٍ أخرى إلى مستشفيات المنطقة”.
نعي وحزن عميق
“عملت سوزان ناظرة في مدرسة أميلي سرسق الرسمية المختلطة في الدوام الصباحي، ومديرة في الدوام المسائي”، قالت غادة قبل أن تضيف: “كانت إنسانه مثالية بكل ما للكلمة من معنى، رحيلها شكل صدمة لنا، فقد عُرفت بأخلاقها الحميدة، وابتسامتها التي لا ترافق محياها”، وقد نعت رابطة معلمي التعليم الأساسي في لبنان، وقطاع التربية والتعليم في منسقية بيروت في تيار المستقبل، المربية سوزان، كما نعاها زملاؤها وتلاميذها ومعارفها على صفحاتهم في” فايسبوك” حيث عبّروا عن حزنهم العميق على خسارتها. منهم كتب: “غبتي يا شمس عن زوايا الدار، غبتي وشرقتي بمحل تاني، سوزان رحتي وبعّدتي المشوار، هيك الرب بدو وما في حكي تاني”، و”الله يرحمك يا حنونة يا بريئة، يا أطيب قلب، يا أرق إنسانة، الله يجعل مثواكي أعلى درجات الجنة”.
المصدر : أسرار شبارو – النهار