توجه من صيدا إلى الأوزاعي لحضور سباق سيارات، كان فرحاً ومتحمساً لتمضية أوقات سعيدة مع أصدقائه، وقبل أن ينطلق السباق، اجتاز الشارع وإذ بسيارة مارّة من المكان تصدمه، طار مسافة 200 متر، لينقل إلى المستشفى، قاوم ساعات قبل أن يطبق عينيه إلى الأبد… هو عبيدة طه ابن صيدا الذي رحل وهو في بداية مشواره على الأرض.
لحظات الكارثة
أنهى عبيدة في الأمس جلسة مع أصدقائه، لعب خلالها الورق، تبادل معهم المزاح والضحك، أطلعهم أن يوم ميلاده اقترب، طلب منهم إحضار هدية له، لينطلق بعدها مع بعضهم إلى بيروت لحضور سباق للسيارات. وبحسب ما قاله صديقه علي دحويش لـ”النهار” أنه اعتاد “على السهر يومياً معه، وفي الأمس كان كعادته، فرحاً وحيوياً، قبل أن يتوجه الى الأوزاعي، فقد عشق السيارات، عمل ميكانيكياً، ودّعته على أمل اللقاء، لأُصدم بخبر صدمه بعد ساعات”، في حين قال مصباح صديق الضحية الذي كان حاضراً وإياه السباق: “قبل أن تنطلق السيارات اجتاز عبيدة الطريق، كانت الساعة الثانية عشرة والنصف من بعد منتصف الليل، وإذ بمركبة مارة في المكان، صدمته قبل أن يفرّ سائقها، اعتقدت بداية أن ما حصل حادث بسيط، فقد كنت بعيداً نسبياً عنه، اقتربت لأُفجع بالخبر الكارثي”.
رحيل مأسوي
نقل عبيدة إلى مستشفى الزهراء مصاباً، كما قال علي، “بنزيف في الرأس والرئتين وكسر في الحوض، توقف قلبه ثلاث مرات، وعند الساعة الخامسة من فجر اليوم أعلن الاطباء مفارقته الحياة”. وأضاف “انتهى كل شيء في لحظات، فمن كان معنا بضحكته وروحه المرحة غادرنا من دون أية مقدمات، لا كلمات تصف حال والديه وشقيقه وشقيقتيه، فقد خسروا فرحة المنزل وأملهم في الحياة”، لافتاً إلى أنه “بدلاً من أن يتوقف السائق لإسعاف الضحية فرّ من المكان من دون أن يرفّ له جفن، كل ما نأمله الآن أن يتم التعرف إليه وتوقيفه لينال العقاب الذي يستحق، كما نتمنى من الله أن يرحم عبيدة ويلهم أهله ومعارفه الصبر والسلوان”.
“بأي حق نبحث عن أشياء دائمة والحياه بحد ذاتها مؤقتة”، عبارة كتبها عبيدة في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” وكأنه كان يشعر أن الزمن لن يمنحه من العمر سنوات طويلة، رحل وهو في بداية الطريق، قبل أن يتسنى له أن يحقق أحلامه وطموحاته، تاركاً في قلب كل من عرفه غصة وحرقه على فراقه.
المصدر : أسرار شبارو – النهار