الرئيسية - أخبار محلية و دولية - ‘دخيلك بردانة يا اختي غطيني’… بعد ضربها حتى الموت ‘حنين’ أعادت منال عاصي الى الحياة: ‘بس ماتت دفيت!’

‘دخيلك بردانة يا اختي غطيني’… بعد ضربها حتى الموت ‘حنين’ أعادت منال عاصي الى الحياة: ‘بس ماتت دفيت!’


تقرأون عن الجرائم، تسمعون عنها حتى… تحتجون وتثورون لقبحها، ربما تتحركون في الشارع مع الجمعيات والمؤسسات للمطالبة بتحقيق العدالة وانصاف الضحية… لكنكم لن تتمكنوا من رؤية المشاهد في رؤوسكم ولن تشعروا بجسد صغير بريء ضُرب حتى شعر بالبرد القارس ورحل…

“دخيلك بردانة يا اختي غطيني”، الثلثاء 4 شباط 2014، عند الساعة 11 و30 دقيقة من قبل الظهر، آخر جملة قالتها منال عاصي ابنة الـ33 عاماً، قبل الرحيل المفجع… كيف؟ قتلها زوجها محمد النحيلي بأبشع الأساليب الممكنة وأحقرها.

“بردانة يا اختي دفيني”، الاثنين 23 أيلول 2019، قصة حنين أبصرت النور… وان كنتم تتساءلون من هي حنين، سنخبركم بأنها زوجة أُعدمت في منزل زوجها باسم مرعي بنفس الأساليب البشعة والحقيرة التي رحلت منال ضحيتها، لكن هذه المرة في مسلسل “بردانة أنا”، كتابة كلوديا مرشليان وبطولة كارين رزق الله وبديع أبو شقرا.

الجملة الأخيرة، الشعور الأخير، رعشة البرد التي اجتاحت جسمها الضعيف والظلم الذي تعرضت له… كلها أمور لا يمكن لأحد تخطيها، صور حُكي عنها عند رحيل منال، لكنها بقيت حفنة كلام صعب على عقل الانسان استيعابه.

هذا ما عكسته كلوديا مارشيليان في نصّها، وهذا ما أبدع كارين رزق الله وبديع أبو شقرا في نقله.

لأكثر من شهر انتظر اللبنانيون انطلاقة “بردانة أنا” عبر شاشة الـMTV، هي نفسها الشاشة التي فتحت المجال لقاتل منال بالدفاع عن نفسه وتبرير فعلته أمام الملايين ليل الثلثاء 27 تشرين الثاني 2018 في برنامج “عاطل عن الحرية” مع الاعلامي سمير يوسف.

أما ما يجمع منال بحنين، فهي كل النقاط تقريباً، ابنتيهما، زوجيهما المجرمين، جملتهما الأخيرة…

منال أخبرت عائلتها بالتعنيف الذي كانت تتعرض له على يد محمد، لكن العائلة “لم تتوقع تمادي الاجرام”، أما حنين فأخبرت والدتها، التي قالت لها حينها: “روحي أكيد ما بموتك”.
أما زوج منال الوحش، فقال انها خانته، مبرراً جريمته على انها جريمة شرف، كذلك باسم في المسلسل، الذي اتفق مع محاميه على الادعاء بأن حنين خائنة، وبأن ما حصل كان جريمة شرف.

وعن أي شرف نتحدث؟ وكيف يمكن لقاتل مجرم سفاح أن يكون قريباً من الشرف أو أن يعرف معناه؟!

أما عن طريقة القتل، فأحداث الجريمتين والعناصر لم تتبدل تقريباً: “بعد ضربها في المطبخ ضربها بالطنجرة على رأسها، وبعد أن بدأت تنزف شدها من شعرها وجرها في المنزل… عملية التعنيف استمرت لساعات”، أما حضور شقيقة الضحية فكان أيضاً حدثاً ثابتاً، العائلتان اعتبرتا أن ما باليد حيلة، وهكذا اغتيلت منال ولحقت بها حنين.

في القصتين، ينفذ الزوج جريمته ويهرب، ثم يتم القاء القبض عليه، ثم يخرج بسند كفالة وتحاول بعض الجهات القوية دعمه لمنحه حكم البراءة، الا أن العدالة تأخذ مجراها بعد حين ويعود الى السجن.

أما الطفلتين بنات الضحايا، فتبقيان في كنف الجدة والدة “الوالد”، وتُحرم الخالة ووالدتها من الحضانة.

في قصة حنين، يقول باسم “أهلا ما بيسترجوا يعملوا شي”، أما شقيقة منال عاصي، ولدى سردها لأحداث الجريمة، فقالت: “خفت من أن يقتل أخي أيضا، كان مسلحاً، وقلت “أكيد رح يقتل حدا تاني” وهربت… “كلهم بخافوا منو”، هذا ما قالته عن الجيران الذين رفضوا المساعدة.

“رحت لعندها لقيتها هيك مزتوتة عالأرض والدم حواليها، ركضت وعيطلها كانت عم ترجف، قالتلي بردانة أنا دفيني، ركضت جبتلها غطاء ولفيتها، ضلت عم ترجف وتقول بردانة أنا دفيني، ما قدرت دفيها…. بس ماتت دفيت!”، هذا ما قالته دانيا (كارين رزق الله)، شقيقة حنين التوأم لدى وصفها لمشهد رحيل شقيقتها…. “هوي ضربني أنا ذبحني أنا قبعلي سناني أنا…”.

مجريات المسلسل وأحداثه لم تكتمل بعد، وهو لا يزال في بداياته، لكن أقل ما يقال عنه أنه صورة حقيقية وواقعية، نقلت الاجرام بحرفية والضعف بحرفية أكبر!

كان لا بد لصور التعنيف أن تدخل منازلنا وتخرق صمتنا وسكوتنا… كان لا بد للدموع والجروح والدماء والضرب أن تهز جدران هذه المنازل المتعصبة والمتحجرة، صاحبة معتقد “ما ضهرت عليه شو ناطرين منو يعمل”… “ما هوي زلمي بحقلو”…

مشهد قتل باسم لحنين كان أبلغ من كل الكلام، تلك الصور التي نقلت الواقع بحذافيره لترينا بشاعة الواقع، تلك الصور يجب أن تحرك أهل كل بيت، فتخيلوا لو كانت حنين ابنة أحدكم أو شقيقته، ماذا لو كانت حنين أنتِ؟! هل ستصمتين؟ هل ستسمحين له برفع يده في وجهك؟ هل ستتركينه يضربك حتى يبرد جسدك ويحين وقت الرحيل بتوقيته هو؟

حنين ليست شخصية وهمية ولا هي بطلة مسلسل… حنين هي صورة عن وابل من النساء اللواتي عُنفن وضُربن وقُتلن، ولم يناد أحد بحقوقهن الا الجمعيات النسائية!

أما باسم فهو مجسم صغير عن مجتمع كبير، يقتل باسم الشرف ويختبئ بالغطاء السياسي ليوهم الناس أنه سيد العفة والرجولة، باسم هو كل زوج يتّم أولاده وحرق قلب عائلة زوجته لأن أمراضه النفسية كانت أقوى من وعيه وحللت له قتل شريكة حياته… وماذا تتوقعون من شخص يقتل شريكه؟!

“بردانة أنا” أعاد منال عاصي الى الحياة، أعادها الى حيث تنتمي، عاد ليرسمها من جديد في أذهان مجتمع تخطى قصتها ودفن بعدها نساء كثيرات ولم يحرك ساكناً!

ويبقى أن ننتظر لنرى اذا كان المسلسل سينصف حنين وكل ما ومن تمثل!
المصدر : ليلى عقيقي – VDLNews