بعد حادثة نبش قبر الطفل السوري في قرية عاصون شمال لبنان ومنع اهله من الدفن، قام المواطن اللبناني الدكتور خالد عبد القادر بشراء قطعة الارض وتخصيصها كمقبرة للسوريين..و نشر عبر صفحته على فيسبوك التالي:
لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً
الإخوة السوريون،أهل التديّن والخُلُق النبيل..
ما حدث في بلدتنا من إخراج جُثة طفل سوري من قبره بعد وضعه فيه،هو عمل مرفوض بالإجماع شرعاً وقانوناً وإنسانية.. عمل ضجّت به وسائل الإعلام المحلية والعالمية..شجباً واستنكاراً واستغراباً.
وكانت لي مشاركات من خلالها..
وعلى إثرها أعلنتُ عن تقديم قطعة أرض أملكها في البلدة نفسها، على أن تكون وقفاً لكل ميت من أشقائنا السوريين فقط دون غيرهم..
هذه الارض كنت قد نويتُ تقديمها من العام الماضي، ولكن إجراءات التسجيل في السجل العقاري تحتاج الى وقت، ولما حدثت الفاجعة قمتُ وأعلنتها صراحة..
والخبر الأجمل:
أن بعض الإخوة في بلدتنا لما علموا بالواقعة،( وهم من آل مريم) وعرفوا الارض التي قدمتُها كمقبرة، أسرعوا وقدموا قطعة أرض أكبر.. وقد ذهبتُ بنفسي واطّلعت عليها، وفعلاً وجدتها أكبر ولكنها تحتاج الى إصلاح وتسوية اذ نحن في منطقة جبلية.. وأخذتُ على عاتقي إصلاحها وتسويتها.
نحن نعمل لله وحده..ولا نتلقى الدعم من اي جهة داخلية او خارجية لأننا أحرار لا نرتهن لقرار أحد..
وأزيدكم خبرا أنني كنت قد أسستُ مدرسة خاصة ومرخّصة من السلطات المحلية:
( روضة- ابتدائي- متوسط حتى التاسع) استقبل فيها أبناءنا من الاخوة السوريين واللبنانيين ، ويدفع السوري نصف قسط اللبناني،مراعاة لظروفهم..
ولا أُخفيكم ان هذه المعاملة للسوريين سببت لي حرجا مع اللبنانيين، إذ يطالبني بعضهم بمعاملتهم كالسوريين.. ولكني لا أقدر على ذلك..
وأضيفكم خبراً آخر وهو أني قد أسستُ محلاً تجارياً بإدارة ولدي لدعم المدرسة من خلال أرباحه ومساعدة السوريين..في أجرة منزل، أو ثمن دواء، أو شراء أثاث…
نحن نتاجر مع الله فقط، لا نريد من أحدٍ جزاءً ولا شكوراً من ثناءٍ او مدحٍ او دعوةٍ..
مع التذكير بأن الله لا يُكلّف نفساً إلا وسعها..
أنتم إخواننا،ومُصابكم مُصابنا،ونسأل الذي ليس كمثله شيء أن يُفرّج عنكم وعن الأُمّة كلها..