تصوير الزميل عباس دياب / موقع ارزي
أحيت حركة “أمل”- إقليم جبل عامل، الذكرى 31 لاستشهاد القادة في الحركة: داوود داوود، محمود فقيه وحسن سبيتي، بمهرجان أقامته عصر اليوم، في ساحة بلدة بدياس في قضاء صور، في حضور وزيري المالية علي حسن خليل والثقافة محمد داوود، النواب: أيوب حميد، علي خريس، عناية عز الدين، علي بزي وهاني قبيسي، المدير العام لوزارة الثقافة علي الصمد، عضوي هيئة الرئاسة خليل حمدان وقبلان قبلان، رئيس المكتب السياسي في الحركة جميل حايك وأعضاء من المكتب السياسي، نائب القائد العام في “كشافة الرسالة الإسلامية” حسين عجمي والمفوض العام حسين قرياني، مفتي صور وجبل عامل القاضي الشيخ حسن عبدالله، وفد من قيادة إقليم الجنوب في الحركة، القيادي في حركة “فتح” اللواء أبو أحمد زيداني على رأس وفد، وفد من الفصائل والقوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية والأحزاب اللبنانية، لفيف من رجال الدين، رؤساء بلديات وأعضاء مجالس بلدية واختيارية، عوائل الشهداء وفاعليات أمنية واجتماعية وأهلية.
بدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم بصوت المقرئ عباس عبد الحسين، تلاها النشيد الوطني، ثم نشيد حركة “أمل” عزفتهما الفرقة الموسيقية ل”كشافة الرسالة الإسلامية”، ثم قدمت فرقة كورال ثانوية الشهيد محمد سعد نشيد “أريج الشهادة”، بعدها قدم للحفل المسؤول الإعلامي في إقليم جبل عامل علوان شرف الدين.
وألقت حوراء داوود داوود، كلمة عوائل الشهداء، وجهت فيها “ألف سلام للوالد داوود داوود، والد كل الأحرار وسلام للقادة حسن ومحمود”، مؤكدة أنهم “صرخة الحق، التي لها الخلود، وأن حضورهم أقوى من الغدر، فهم عصيون على التاريخ، وهم أبناء الإمام موسى الصدر، فقها واجتهادا وثورة وجهادا”، مجددة “العهد والوعد، بالبقاء على نهج الأمناء تحت لواء الإمام الصدر وحكمة النبيه، لإكمال دربهم درب الإباء، كما قالها النبيه “ميتنا لا يموت وغائبنا عذره معه، ولا بد سيعود، وإنا لمنتظرون”.
حميد
بعدها، كانت كلمة حركة “أمل” ألقاها حميد، فأشار في مستهلها إلى أن “إسرائيل تعمل يوميا على الثأر من الهزيمة الكبرى في العام 2000، من دون أي كسب سياسي واحد، ونحن انتصرنا على الوجع في معتقلات الخيام وأنصار، وإن كنا في المواجهة مع إسرائيل، نتمسك بالكرامة والحرية وحدودنا الطبيعية في البر والبحر، ونعمل أن تكون سماؤنا خالية من الخروقات، والعدوان الإسرائيلي لا يواجه إلا بالقوة والبندقية وبالمقاومين الشرفاء، الذين يسطرون كل يوم، مشاهد العزة والكبرياء، على تخوم فلسطين العزيزة”.
وقال: “نحن حين نؤكد حقنا بالمقاومة والمواجهة، يجب أن نصلح بيتنا الداخلي، وأن يكون لدينا القدرة على استدراك الجهد، بالأداء الحكومي، كي يطمئن المواطن على واقعه الحالي، مقاومة من جانب ومقاومة من جانب آخر، يجب أن يتكاملا معا، وإلا التضحيات والدماء عرضة للضياع في متاهات، الله أعلم أين يمكن أن تصل بنا، إذا لم نحسن التصويب الصحيح على المعوقات”.
أضاف: “الرصاصات الغادرة، التي قتلت الأجساد خسئت، ما أصابت الأرواح والمنطلقات، محمود، داوود وحسن ما قتلوكم، ولكن شبه لهم، لقد ارتقيتم إلى العلى كعيسى المسيح ابن مريم، ارتقيتم إلى حيث كنتم تطلعون دائما في عملكم وجهادكم، الذي لم يتوقف حتى نفسكم الأخير، ما قتلوكم ولكن شبه لهم، هذه المسيرة التي ظنوا أنهم بقتل أجسادكم يوقفون مسيرتها، فهذه المسيرة إرثها في ثورة الحسين ونبضها كربلائي، هذه المسيرة لن تتوقف رغم الثغرات والحصار على مستوى الوطن والأمة، لقد خطفوا الإمام القائد السيد موسى الصدر، وظنوا أن المسيرة ستتوقف، ولكن هذه المسيرة في كل يوم تتعزز”.
وتابع: “زرعكم أيها الشهداء أينع، في كل يوم وفي كل موقع إخوانكم يجددون ارتباطهم بالأرض والانسان، فالوطن يستحق أن نستشهد من أجله، هؤلاء الشهداء زرعوا فينا قوة الاستمرار في درب الشهادة، هذه الدماء الطاهرة أزهرت وأعطت ثمارا، يستحق الوطن أن ينعم بخيراتها استقرارا وأمنا، هذه المقاومة هي الخيار والجهاد، وهي الحق الذي لولاه لكان لبنان الوطن العربي الثالث، الذي يوقع اتفاق الذل والعار مع العدو الصهيوني، ونحن حين نتمسك بالثوابت الأساسية جيش وشعب ومقاومة، إنما نكرس مسارا، لا يمكن التراجع عنه، فنحن مستمرون بهذه المعادلة، ولا يجوز لأي سبب من الأساس بالتشكيك بهذا المثلث الماسي، الذي أسهم بالتحرير في العام 2000، وهذه الثلاثية تمثل آلية المواجهة في وجه العدو الإسرائيلي”.
وقال: “لعله في السعي المستجد على مستوى العالم، وعلى مستوى الأصدقاء، فرصة يجب ألا تضيع على لبنان، لتقويم ما اعوج من المسارات على مختلف الأصعدة، وبتوجيه دائم من الرئيس نبيه بري، المجلس النيابي سيتابع العمل بكل جدية، كما أن بري يعمل على جمع شمل الأفرقاء في الوطن، ويواصل سعيه الدؤوب كي نؤمن مواردنا من الضياع والتيه، كما نرى وللاسف الشديد على مستويات عربية وإقليمية”، لافتا إلى أن “الأميركي ليس له صديق بل أتباع، واليوم تنكشف الصورة أكثر، ويعلن الرئيس الأميركي أنه لن يدفع بجندي واحد ليقاتل عن العرب، بل على العرب أن يقاتلوا عن أنفسهم، ومن هو هذا العدو غير الأميركي؟ وقد خيل للبعض أو شبه لهم، أن للبعض عدوا، وجاء من أقصى المدينة سفن إلى الخليج ولكن عليهم أن يدفعوا، وأشك أنه يوجد المزيد من المال للدفع”، مؤكدا أن “كلفة السلام والحوار، أقل من كلفة أي شيء آخر”.
وأشار إلى أن “كتلة التنمية والتحرير، قدمت مشروعا انتخابيا جديدا يوحد اللبنانيين، ويعلمهم لغة الحب والكرامة لإنسانهم، لا أن يكون الوطن وطن الانقسامات، والتي للاسف شهدنا منها في تصنيف المقاومة والعملاء، والتي للاسف باتت للبعض وجهة نظر”، مؤكدا “بوصلة فلسطين، قبلة لن نحيد عنها، في زمن انحدرت الأمة، حيث يلتقي العرب واليهود والأميركيون على تهويد الضفة الغربية”.
وكان قد سبق المهرجان، مجلس عزاء حسيني للشيخ علي حاريصي، عن أرواح الشهداء، أقامه مكتب شؤون المرأة في إقليم جبل عامل في منزل الشهيد داوود مساء الجمعة.