تفاعلت قضية عدم تسجيل الطلاب الفلسطينيين في المدارس الرسمية اللبنانية في مدينة صيدا هذا العام على أكثر من صعيد، وما “زاد الطين بلة” أن الطلاب القدامى لم يجدوا لأنفسهم مقعداً بعدما حذفوا من بعض المدارس ووضعوا على لائحة الانتظار في بعضها الآخر، رغم قرار وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب بمساواة الطالب الفلسطيني باللبناني.
ولم تهدأ الاتصالات واللقاءات لمعالجة المشكلة التي باتت قضية رأي عام، بعدما تضافرت أسباب عدة، منها الاقبال الكثيف من الطلاب اللبنانيين أنفسهم على المدارس الرسمية في مدينة صيدا تحديداً بسبب ارتفاع الاقساط في المدارس الخاصة من جهة، والثقة المتزايدة بالمدارس الرسمية بعد تحقيق نتائج متقدمة من جهة اخرى، ناهيك عن إقفال مدرسة “درب السيم الرسمية” في قضاء صيدا بسبب عدم وجود عدد كاف من الطلاب اللبنانيين، إذ لا يتعدى عددهم الـ25 طالباً وطالبة.
وتؤكد مصادر تربوية لـ “نداء الوطن”، أن “امتناع بعض مدراء المدارس الرسمية عن تسجيل الطلاب الفلسطينيين في منطقة صيدا، للعام الدراسي الجديد، رغم قرار شهيب بمساواتهم في المعاملة باللبناني، يعود الى ان التعميم الاداري الذي وصلهم جعل من التسجيل أولوية: اللبناني أولاً ثم من أم لبنانية ثانياً، ثم الفلسطيني ثالثاً، وحين وصل الدور لتسجيلهم أبلغوا مباشرة أنّ الصفوف ممتلئة ولا يمكن استقبالهم حتى القدامى منهم من غير أم لبنانية”.
واعتصم المئات من الطلاب الفلسطينيين في عين الحلوة، عند المدخل الرئيسي الشمالي للمخيم احتجاجاً على عدم التسجيل، ورفضاً لقرار وزير العمل كميل ابو سليمان، بشأن المؤسسات والعمال الفلسطينيين بفرض الحصول على “إجازة عمل”، ومطالبة اللجنة الوزارية التي تشكلت برئاسة الرئيس سعد الحريري بالاجتماع والاسراع في اقرار الحقوق المدنية والانسانية والاجتماعية للشعب الفلسطيني في لبنان.
ورفع الطلاب المشاركون في “الوقفة الاحتجاجية” التي دعت اليها “هيئة العمل الفلسطيني المشترك واللجان الشعبية والحراك الشعبي في منطقة صيدا – مخيم عين الحلوة، الكتب المدرسية وهتفوا مطالبين بحقهم بالتعليم وبمقعد دراسي.
وألقت الطالبة رشا السبع كلمة باسم المعتصمين، دعت فيها الدولة اللبنانية بكل مكوناتها ان توضح “ازدواجية المعايير بالتعامل معنا كلاجئين مقيمين في لبنان، ونقصد الحقوق المدنية والاجتماعية والانسانية، وحق التملك والعمل والعلم اليوم، نحن نريد العودة ونرفض التوطين، معتبرة ان الضغوطات السياسية والتضييق على لبنان واللاجئين الفلسطينيين تتوالى من اجل شطب وكالة الاونروا وحق العودة”.
متابعة سياسية
سياسياً، تابع أمين سر حركة “فتح” وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات، القضية، مؤكداً أن “قرار شهيب القاضي بالسماح بتسجيل الطلاب الفلسطينيين في المدارس الرسمية ما زال ساري المفعول ولم يطرأ عليه أي تغيير يذكر”، موضحاً أن “سبب عدم تسجيل الطلاب الفلسطينيين في بعض المدارس الرسمية في مدينة صيدا يعود إلى الأعداد المتزايدة للطلاب الفلسطينيين الراغبين في التسجيل بهذه المدارس، وأنه يتابع هذا القضية مع الوزير شهيب ومع النائبة بهية الحريري ليصار إلى إيجاد حل لهذه القضية”.
في المقابل، تابع رئيس مكتب الطلبة الفلسطينيين في لبنان عاصف موسى الموضوع، معتبراً ان هناك صعوبة في استيعاب الطلاب الفلسطينيين هذا العام، ولكننا لن نعدم وسيلة في مواصلة الاتصالات واللقاءات مع المسؤولين التربويين اللبنانيين من أجل ايجاد حل يضمن للطالب الفلسطيني حقه في التعليم.
كذلك، زار وفد قيادي من اتحاد الشباب الديموقراطي الفلسطيني “أشد” برئاسة رئيس الاتحاد في لبنان يوسف احمد، رئيس المنطقة التربوية في الجنوب باسم عباس في مكتبه في السراي الحكومي في مدينة صيدا وبحضور مدراء المدارس الرسمية في صيدا، عارضاً للعقبات التي واجهت عملية تسجيل والتحاق الطلاب الفلسطينيين في المدارس الرسمية اللبنانية.
وعلمت “نداء الوطن”، أنّ أحد المقترحات المطروحة لتسجيل الطلاب الفلسطينيين سيكون في الدوام بعد الظهر كما هو الحال مع الطلاب السوريين المدعومين من المنظمات الدولية.
المصدر : محمد دهشة – نداء الوطن