قبل ساعات من توجه رئيس الحكومة سعد الحريري إلى الرياض ليتجه منها إلى باريس، حيث سيلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في إطار مؤتمر “سيدر”، كشف وزير المالية السعودي محمد الجدعان أنّ السعودية تجري مباحثات مع حكومة لبنان بشأن تقديم دعم مالي، مؤكداً: “سنواصل دعم لبنان، ونعمل مع حكومته”.
من جهته، ذكر مصدر رسمي لبناني أن الحريري “يجري محادثات رفيعة المستوى مع المملكة العربية السعودية بشأن الدعم”، وسيتوقف في الرياض وهو في طريقه إلى فرنسا حيث من المنتظر أن يلتقي مع ماكرون يوم الجمعة.
وأوضح المصدر أن العمل جار لعقد اجتماع في تشرين الأول لمجلس وزاري لبناني سعودي رفيع المستوى سيشهد توقيع اتفاقيات بين البلدين بما في ذلك استثمارات في لبنان، حيث من المقرر أن يرأس الاجتماع، الذي يُعقد في السعودية، الحريري إلى جانب مسؤول سعودي كبير.
وكان الحريري تلقّى عبر سفير المملكة في بيروت وليد بخاري دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للمشاركة في الدورة الثالثة للمنتدى العالمي لصندوق الاستثمارات العامة الذي ينعقد في الرياض تحت عنوان “مبادرة مستقبل الاستثمار” بين 29 و31 تشرين الأول المقبل.
ويأتي هذا التطور في ظل التقارير التي تحدّثت عن نية دولة الإمارات العربية المتحدة تنظيم مؤتمر استثماري عربي كبير حول لبنان، أوائل تشرين الأول بمشاركة الحريري.
وفي أواخر حزيران الفائت، أعلن مسؤول حكومي قطري أنّ قطر اشترت سندات للحكومة اللبنانية في إطار خطة لاستثمار 500 مليون دولار في الاقتصاد اللبناني.
السندات الحكومية اللبنانية المقومة بالدولار ترتفع
وارتفعت السندات الحكومية اللبنانية المقومة بالدولار عقب تصريحات وزير المالية السعودي. وصعد الإصدار المستحق في 2029 بمقدار 3.8 سنت مسجلا أكبر زيادة يومية على الإطلاق ليصل إلى 66 سنتا للدولار. وارتفعت السندات المستحقة في 2037 بواقع 3.6 سنت في أكبر زيادة يومية لها أيضا لتصل إلى 66.6 سنت للدولار، بحسب بيانات تريدويب.
وفي تعليقه، قال تيم آش الخبير الاستراتيجي المعني بالأسواق الناشئة لدى بلوباي لإدارة الأصول: “لا يستطيع لبنان الصمود بمفرده لأن معدلاته المالية لنسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي… مروعة للغاية، ومن ثم يحتاج إلى دعم خارجي”، مضيفاً: “أنا متشكك، لأنه سبق وأن كان هناك حديث عن دعم من السعودية وقطر من قبل ولم يتحقق. لبنان لم يعد كما كان وأي دعم من السعودية سيكون مرتبطا بشروط: كبح نفوذ حزب الله”.
زيارة الحريري إلى باريس مروراً بالرياض
يتمحور جدول أعمال لقاء ماكرون مع الحريري غداً يتمحور حول مؤتمر “سيدر” ومراحل تنفيذه. ولن يكتفي الحريري بهذا المقدار من اللقاءات، بل سيحطّ صباحاً في وزارة المال الفرنسيّة حيث يلتقي مجموعة محدودة من رجال الأعمال الفرنسيين.
بيدٍ، يحمل الحريري هذه الخطّة، وباليد الأخرى يتمسّك بحزمة مشاريع لموازنة 2020 التي تفوح منها “رائحة” خفض العجز.
بالطّبع، لن يكون يوم الحريري الباريسي الطويل، عبارة عن أرقام وأموال فحسب، بل إنّ السياسة المحليّة والإقليميّة ستحضر في الإليزيه. إذ إنّ قدميه لم تطأ الأراضي الفرنسيّة قبل “ترانزيت” سريع له السعوديّة.
48 ساعة للحريري في المملكة، ستكون كافية لـ”عصف فكري – سياسي” يسبق الأسئلة التي سيوجّهها ماكرون إليه حول الهجمات التي طاولت منشآت النفط السعوديّة في “أرامكو”، والموقف اللبناني الرسمي في حال ثبت تورّط إيران فيها.
المصدر: رويترز – الجمهورية – الراي – النهار