إنها مأساة من بين ألوف غيرها وصلتنا أصدأوها، وهي تنذر بأوخم العواقب في حال لم تستجب الدولة مع مطالب عدد لا يُحصى من الشباب اللبناني، الذي كان يعتمد على قروض الإسكان المسهِلة وبفوائد مقبولة.
القصة التي بين أيدينا أن شابة سترمى في الشارع لأنها غير قادرة على تسديد ما تبقّى عليها لمالك العقار، الذي سبق أن دفعت ما يقارب المئة ألف دولار من سعره الإجمالي، وهي كانت تعّول على القرض الإسكاني لسداد ما تبقى من سعر الشقة، لكنها وكسائر المواطنين، الذين كانوا يعلقون الآمال العريضة لتملك “شقة العمر” ولكي يستطيعوا أن يؤسسوا عائلة “مستورة”.
هذا غيض من فيض مما يعانيه الشباب اللبناني، الذي لا يجد وسيلة لتملك شقة سوى تقسيط القرض الذي كان مقدّرا لهم الحصول عليه من المؤسسة العامة للإسكان على مدى عشرين أو ثلاثين سنة، وفق ما تسمح به الظروف.
إنه عينة من بين الآف العينات والمعاناة المتواصلة، التي يبدو أنها لن تجد طريقها إلى حل ممكن في ظل الظروف المعيشية الصعبة، وفي ظل إنعدام الرؤية الواضحة لدى المسؤولين، الذين يعرفون على الأرجح مدى خطورة النأي بنفسها عن هذه المشكلة – المعضلة، وما يترتب عليها من مضاعفات إجتماعية وإقتصادية.
المصدر : لبنان 24