الرئيسية - أخبار محلية و دولية - من سائق نواب ووزراء الى مشرد… دموعه حكت حجم الألم

من سائق نواب ووزراء الى مشرد… دموعه حكت حجم الألم

 

بعد عشرة أيام قضاها في قبو تحت الدرج على الكورنيش البحري لطرابلس وبالتحديد خط البلحة باتجاه المرفأ، وهو يصارع البرد والجوع، وصل صوت الرجل السبعيني منير الجمالي في الامس بعدما شاهده ناشطون في الحراك المدني العكاري.

‎التقطوا له مقطع فيديو تحدث خلاله عن مطلبه بايجاد مأوى له لاسيما بعدما أصبح عرضة للكلاب الشاردة التي هاجمته قبل ايام وكانت النتيجة عضة مؤذية.

‎غدر الزمن

‎الجمالي الذي سكن في القبة ترك عائلته بسبب خلافات دارت بينه وبين ابنائه كما قال، رافضا العودة اليهم، ومصراً على ان ينتقل الى مأوى.

يرى الجمالي ان على دولته حمايته في كبره، فهو الذي كان يوما ” سائقاً للوزير المرحوم بشير العثمان ولنواب ووزراء”، وبحسب ما قاله الناشط ابرهيم وهبي لـ”النهار” : “مؤسف مشهد العجوز في الامس، من شاهد دموعه وحرقته عن قرب يعلم مدى الالام التي يمر بها”. وتساءل “اين الزعماء والسياسيون من حالته، الا يحق لنا كمواطنين ان نعيش كراما في بلدنا”.

‎خيانة وهروب

‎حتى قدمي منير خانته، يمشي مترنحاً للوصول الى القبو الذي يأويه، فرشة ومخده وحرام هي ثروة الرجل المسن الذي تحدث عن” خيريين هم صاحب المطعم المجاور لسكنه المتواضع الجديد واولاده، يقدمون له الطعام والقليل من المال ما يمكنه من الصمود في اصعب الايام”.

‎وعن عائلته علّق” هم يبحثون عني، لكن انا هربت”.

‎الناشطون على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” تعاطفوا بشدة مع منير، رأوا فيه صورة لما يمكن ان يواجهه اي مواطن في بلد لا قيمة فيه للفقير، منهم من كتب” ما فينا نعتب عالمسؤولين و النواب، الحق علينا نحن الشعب اللي ما منحاسب نحن الشعب اللي نايمين ع حقوقنا و ساكتين عالظلم … لايمتا هيك بدنا نضل؟ وين أهل النخوة بلبنان و بطرابلس و بعكار؟”.

وبعد تداول الفيديو الذي ظهر خلاله الجمالي علمت “النهار” انه عاد الى حضن عائلته بعدما تعرف عليه ذووه.