كان في طريق عودته مع والدته وأشقائه إلى منزله حين انحرفت السيارة بهم قبل أن تصطدم بالصخور، ليصاب برأسه. قاوم الموت لأيام قبل أن يفضّل في النهاية الاستسلام… هو الطفل علي زعيتر الضحية الجديدة لحوادث السير على طرق لبنان.
رحيل وألم
“الحادث حصل منذ نحو عشرة أيام على طريق بلدة الكنيسة مسقط رأس الضحية، أثناء عودة علي ووالدته وأشقائه من بلدة المقنه إلى بلدته”، بحسب ما قاله قريب الضحية محمد زعيتر لـ”النهار” قبل أن يشرح “انحرفت السيارة التي تقودها الوالدة واصطدمت بالصخور، أصيبت وشقيقه بكسور وجروح خفيفة، فيما كتب على علي أن يصاب بضربة قوية على رأسه، مع العلم أنه كان يجلس في المقعد الخلفي، أُدخل على إثرها الى مستشفى دار الحكمة، حاول الأطباء القيام بكل ما في وسعهم لإنقاذه إلا أن القدر شاء أن يطبق عينيه للأبد وتعلن وفاته عند الساعة الخامسة والنصف من فجر أمس”.
“خسارة علي لا يمكن للكلمات وصفها”، قال محمد قبل أن يضيف “ما حصل قضاء الله وقدره، ليس في وسعنا الآن إلا أن نستذكر اللحظات الجميلة التي تركها خلفه، فقد كان من أذكى الاطفال، حيوياً ونشيطاً، نعم فقدانه جسداً إلا أن روحه الطيبه ستبقى ترافقنا ما حيينا”، لافتاً إلى أنّ “والدَي علي في وضع يرثى له، فمن كان في الأمس القريب بينهما مالئاً المنزل حيوية الى جانب شقيقيه وشقيقته رحل من دون عودة، لن يفرحا بدخوله المدرسة هذه السنة ويخططا لمستقبله بعد الآن”.
مسلسل يطول
تسببت حوادث السير في الفترة الأخيرة بخطف حياة العديد من الأطفال، فقبل علي كُتب على الطفلة ميرا عبد الواحد ابنة السنتين من العمر أن تفارق الحياة الشهر الحالي بعدما صدمتها سيارة في منطقة البرانية –التبانه قبل أن يفرّ سائقها من المكان، كذلك كُتب على ابن بلدة بتلون- الشوف أمير بوادي أن يكون “بطل” مسلسل الموت عندما كان يلعب أمام منزله في أواخر شهر تموز. وفي العاشر من الشهر ذاته كان الموت بانتظار الطفل محمد علي زهرة الذي كان يسبح في حوض المياه في منزل جده، في بلدة المرج، حين قرر مغادرته فجأة والركض في اتجاه الشارع، فصدف مرور سيارة في المكان، صدمته ليقع على رأسه، نقل إلى المستشفى ليعلن بعدها الأطباء وفاته. وقبلها بيومين، كان الموت بانتظار الطفلة يارا قطيش في بلدة عنقون، حين كانت تسير مع والدتها على الطريق، وإذ بسيارة تمرّ في المكان وتدهسها، لتلفظ أنفاسها الأخيرة، متأثرة بإصابتها. وقبلها رحلت الطفلة إسراء اسماعيل عندما كانت تلهو أمام بيتها في قرية البجعة – عين الذهب، وحين قررت اجتياز الشارع للتوجّه إلى منزل الجيران، دهستها سيارة لتفارق على إثرها الحياة. وفي الشهر الماضي كُتب على الطفل جواد العيدي (6 سنوات) أن يطبق عينيه إلى الأبد بعدما دهسه والده من طريق الخطأ بشاحنته “البيك آب”. كذلك فارق ابن بلدة برقايل سمير عبيد (9 سنوات) الحياة عندما كان يلهو على دراجته الهوائية أمام منزله حين مرّ ابن الجيران مسرعاً بسيارته، لم يتنبّه له، فما كان منه إلا أن دهسه. وغيرهم ممن كُتب عليهم أن يلفظوا أنفاسهم وهم في بداية مشوارهم على الأرض.
المصدر : أسرار شبارو – النهار