نشر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني مقالاً للمحلل ماسيمو دي ريكو حذّر فيه من عواقب تصنيف الأرجنتين “حزب الله” منظمة إرهابية التي “لا يمكن التنبؤ بها”، معتبراً أنّ هذه الخطوة جرّت أميركا اللاتينية إلى حرب الوكالة التي تخوضها الولايات المتحدة الأميركية ضد طهران و”حزب الله”.
ورأى المحلل أنّ القرار الذي جاء بعد مرور 25 عاماً على تفجير مبنى الجمعية التعاضدية اليهودية الأرجنتينية (آميا) في 18 تموز العام 1994، هو سياسي وليس قضائياً، إذ جاء بناء على مجموعة من المراسيم التي أصدرتها حكومة الرئيس ماوريسيو ماكري.
وأوضح المحلل أنّ هذه الخطوة تكشف بروز سيناريو جديد على مستوى النزاع الأميركي-الإيراني، محذراً من عواقب مفاجئة لخطوة الأرجنتين غير المتوقعة، على المستوى الإقليمي على وجه التحديد.
ولفت المحلل إلى أنّ الولايات المتحدة اعتبرت منذ عقود وجود شبكات “حزب الله” المزعومة في أميركا اللاتينية بمثابة تهديد أمني، حيث ركزت بشكل خاص على تمويله في الأرجنتين وباراغواي والبرازيل، مضيفاً بأنّ التركيز المستجد على الحزب يعقب قرار واشنطن الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرض عقوبات إضافية.
في ما يتعلق بإيران، بيّن المحلل أنّها بنت علاقات جيدة مع الحكومات اليسارية في أميركا اللاتينية في العقود الأخيرة، بما فيها حكومة إيفو موراليس في بوليفيا ورافاييل كوريا في الإكوادور ورئيسة الأرجنتين السابقة وكريستينا فرنانديز دي كيرشنر، مستدركاً بأنّ الانعطافة الأخيرة باتجاه الحكومات اليمينية ألحقت الضرر بهذه العلاقات.
وشرح المحلل بأنّ ضم “حزب الله” على لائحة المنظمات الإرهابية أعطى زخماً جديداً للتحقيق الأرجنتيني المسيّس، مشيراً إلى أنّ المراسيم الأرجنتينية تتبع الأجندة الأميركية المناوئة لإيران و”حزب الله” عن كثب، عبر تركيزها على تمويل الحزب داخل البلاد والسماح للسلطات بتجميد الأصول المرتبطة به.
وحذّر المحلل من قدرة الخطوة غير المتوقعة بالنسبة إلى منطقة يتمتع فيها العرب واليهود بوجود كبير على الضرر بعلاقة الأرجنتين بالحكومة اللبنانية- يعيش مليون ونصف لبناني في الأرجنتين- لا سيما أنّها وضعت بوينس آيرس إلى جانب واشنطن، مستبعداً في الوقت نفسه تحوّل الأرجنتين إلى هدف محتمل لـ”أعمال انتقامية”.
في السياق نفسه، تخوّف المحلل من خضوع المنطقة لـ”أثر الدومينو” في ظل الضغط الأميركي والإسرائيلي في هذا الاتجاه، مذكراً بإعراب وزير الخارجية الأميركي مايك بوميو عن تفاؤله بحذو دول أخرى حذو الأرجنتين. وتوقع المحلل في هذا الصدد إلتحاق البلدان الموجودة في دائرة النفوذ الأميركي والإسرائيلي، مثل البرازيل (نحو 7 ملايين لبناني) وباراغواي ودول أخرى في أميركا الوسطى، بالأرجنتين قبل غيرها.
كما تطرّق المحلل إلى تداعيات هذا القرار الوخيمة على أبناء الجاليات العربية اللاتينية، وذلك لجهة تهميشهم، مشيراً إلى أنّه تم إطلاق سراح شقيقيْن لبنانييْن اتُهما في تشرين الثاني الفائت بالانتماء إلى “حزب الله” من دون توجيه أي اتهام إليهما.
المصدر: ترجمة “لبنان 24” – MEE