انطلقت في صيدا تظاهرة لبنانية – فلسطينية مشتركة، دعا اليها الامين العام لـ “التنظيم الشعبي الناصري” النائب الدكتور أسامة سعد و”اللقاء السياسي اللبناني – الفلسطيني”، وذلك رفضا لقرار وزير العمل اللبناني كميل ابو سليمان، بشأن المؤسسات والعمال الفلسطينيين في لبنان، بفرض حصولهم على “اجازات عمل”.
وقد انطلقت التظاهرة من ساحة “الشهداء” وسط اجراءات أمنية إتخذها الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي لتأمين خط سيرها، وجابت شارع رياض الصلح الرئيسي وصولا الى ساحة “النجمة” يتقدمها ممثلو القوى والاحزاب اللبنانية والفلسطينية واللجان الشعبية محشد غفير من ابناء المخيمات الفلسطينية ومدينة صيدا ومنطقتها.
تحدث في ختام التظاهرة، النائب سعد الذي دعا الى اسقاط الاجراءات الجائرة التي اصدرها وزير العمل كميل ابو سليمان، مطالبا في القوت نفسه باقرار الحقوق السياسية والاجتماعية والانسانية والمدنية للشعب الفلسطيني في لبنان، قائلا “لنسقط معا مشاريع التوطين والتهجير”.
وقال النائب سعد في التظاهرة الشعبية في صيدا التي نظمها اللقاء السياسي اللبناني الفلسطيني من صيدا الأبية ومن مخيماتها المقاومة ومن كل لبنان… من صيدا حاضنة النضال الفلسطيني… من صيدا شريكة النضال الفلسطيني أتوجه بالتحية إلى فلسطين… إلى أهلنا الصامدين هناك في وجه العدو الصهيوني… الى أهلنا في أراضي 48… الى أهلنا في الضفة الغربية والقدس وغزة… التحية لشهداء فلسطين وجرحى فلسطين، وأسرى فلسطين، وأطفال فلسطين… والتحية لمحمد عليان،ولعهد التميمي، وللشباب الفلسطيني، وللنساء الفلسطينيات، وللرجال الفلسطينيين…. التحية لهم وهم المدافعون عن كرامة هذا الشعب العظيم المعطاء شعب الجبارين.
التحية أيضا لأهلنا وشبابنا في مخيم عين الحلوة وكل المخيمات… وهم المنتفضون من أجل كرامة الانسان وحق الانسان بحياة كريمة عزيزة… ومن أجل حق العودة الى فلسطين… افتحوا لهم هذه الحدود وسترون منهم العجب العجاب… فهذا الشعب لا يريد بلدا بديلا عن فلسطين.
يا شعب فلسطين كنا معاً على مدى عقود من الزمن… نناضل معا ونكافح معا وسنبقى معا الى أن نعود جميعا الى فلسطين المحررة من النهر الى البحر.
وعندما أرى هؤلاء الشباب أتاكد أن فلسطين ستحرر… وان المشروع الصهيوني سيُهزم من قبل هؤلاء الشباب في الشتات في لبنان وغيره… الذين لم يولدوا في فلسطين ولم تتكحل عيونهم برؤية فلسطين… هؤلاء الاطفال عندما يرفعون راية التحرير والعودة بالتأكيد فلسطين سوف تتحرر.
يا حكومة لبنان، الشعب الفلسطيني لا يريد منكم لا الجنسية ولا الامتيازات، انما يريد كرامته الانسانية، وهذا حق له. كما لا نرضى نحن الوطنيون اللبنانيون بديلا عن كرامة الانسان وحق الشعب الفلسطيني.
لا تخوفوا الناس من التوطين، فالشباب الفلسطيني هو الضمانة ضد التوطين، هذا الشباب المناضل المكافح لا يكافح من أجل الجنسية، وانما يريد العودة الى وطنه، و اياكم ان تفرطوا بكرامته الانسانية.
الاجراءات التي اتخذها وزير العمل لا تزال الحكومة تغطيها بشكل او بآخر ، هي اجراءات ساقطة. واليوم هذه الجماهير اللبنانية الفلسطينية قد اسقطت هذه الاجراءات. ومعكم شباب لبنان الثائر الغاضب والغارق في البؤس والبطالة، معكم شباب لبنان الذي لا يرضى الذلة وامتهان الكرامة للشعب الفلسطيني.
يتحدثون عن صفقة القرن، كرامة الشعوب وحريتها ووحدة الشعوب هي من سيسقط صفقة القرن. ونقول: لا لإذلال الشعوب، ولا لقمع الشعوب، ولا لامتهان كرامة الشعوب.
وقال سعد: بصرف النظر عما يخفيه اجراء وزير العمل، بادعاء تطبيق القانون وحماية اليد العاملة اللبنانية كما يقول.
“عندما يسبب القانون الظلم سيكون له انعكاسات خطيرة على أمن البلد واستقرار البلد ومعيشة الناس، قليسقط هذا القانون”
باسمكم يا شباب لبنان وفلسطين، نطالب بتجميد نهائي والغاء نهائي لهذه الاجراءات، كما نطالب بإاجراء كل التعديلات اللازمة واقرار الحقوق الانسانية والمدنية والاجتماعية للشعب الفلسطيني. فليأتوا الى مخيمات لبنان وليروا حالات البؤس والتضييق التي يعاني منها ابناء المخيمات، لا نرضى لاخواننا لا الذل ولا العوز ولا التعسف ولا الاستبداد.
حجتهم في القانون حماية اليد العاملة اللبنانية، ” يا حرام الشوم على الايد العاملة اللبنانية” منكوبة بهذه الاجراءات ودونها، وبكل الاحوال هي منكوبة بفضل السياسات الاقتصادية والمالية والاجتماعية للحكومات المتعاقبة، في وقت البلد فيه محاط والمنطقة محاطة بصراعات خطيرة، وملفات حساسة، ومنها صفقة القرن.
ولبنان يغرق بالأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمالية وغيرها من الازمات، وحكومة الى العمل بلا عمل، وفي ظل هذا الواقع الصعب وفي ظل هذه الظروف الصعبة يأتي قرار الاجراءات بحق الاخوة الفلسطينيين.
ونتساءل: هل هذا الاجراء هو اجراء سليم ؟ ابدا مش سليم – وابدا مش بريء
هل يخدم الصفقات التي يتحدثون عنها؟ بالتأكيد ، وهو اجراء زاد على أزمات البلد أزمات جديدة.
ونتساءل ايضاً: لمصلحة من هذا الاجراء؟ ولمصلحة من المزيد من الازمات؟ فهو لا يخدم الا مصلحة اعداء لبنان وأعداء فلسطين.
واضاف سعد: فليعرف هؤلاء الذين يربون زعاماتهم على العنصرية والتعصب الطائفي وتخويف اللبنانيين من بعضهم البعض بأن زعاماتهم باطلة باطلة باطلة.
وختم سعد بتوجيه التحية الى المجموعات الشبابية التي خرجت بالأمس لمطالبة وزير العمل بالعودة عن قراراه واجراءاته في وسط بيروت أمام وزارة العمل.
وقال: “التحية منكم الى هؤلاء الشباب الذين رفعوا صوتهم عاليا تضامنا مع الإخوة الفلسطينيين” .
والتحية للحراك الشعبي والشباب الفلسطيني… والتحية لكم يا شباب فلسطين… يا شباب المخيمات.. يا شباب صيدا… التحية لكم جميعا.
ولنسقط معا الاجراءات الجائرة، ولنطالب معا باقرار الحقوق السياسية والاجتماعية والانسانية والمدنية للشعب الفلسطيني، ولنسقط معا مشاريع التوطين والتهجير.