كتبت المدن: يمثل، في الأيام القليلة المقبلة، الأميركي من أصول لبنانية علي سلامة أمام القضاء الأميركي للمرة الأولى، في ولاية جورجيا، بتهمة غير مفهومة، ظاهرها تهمة خطفه لابنه داكستر سلامة، وتهريبه إلى لبنان بغير وجه حق.
قبل نحو سنة حضر علي إلى لبنان برفقة ابنه وسكن بمكان مجهول، بعد أن تمكن من الحصول للطفل على جواز سفر لبناني من قنصلية بلاده في ديترويت. ومذاك كانت الأم الأميركية راشيل سميث تحاول استعادة داكستر بالطرق القانونية والدبلوماسية. فنجحت الشهر الفائت بذلك، بعد أن ألقى فرع المعلومات – حسبما يقول الأهل – القبض على الوالد وانتزع الطفل منه، بموجب صيغة تنفيذية صادرة من الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف في النبطية أسعد جدعون ، نفاذاً لحكم أميركي من محكمة فلوريدا، وجرى تسليم الوالد والطفل للسفارة الأميركية في بيروت، التي رحّلتهما بأقل من 48 ساعة، وذلك في سابقة يقال لم تشهدها المحاكم اللبنانية من قبل!
الإقامة السرية في الأشرفية
“المدن” تمكنت من التواصل مع والدة علي (وفاء سلامة) المقيمة في استراليا، والتي تتحضر للعودة إلى الولايات المتحدة، بغية متابعة ملف توقيف ابنها. لم تخفِ وفاء استياءها من السلطات اللبنانية التي تتهمها بتسليم الرعايا اللبنانيين لسلطات أجنبية “من دون وجه حق”. وأكدت أن ابنها “لم يحرم راشيل من التحدث مع داكستر أبداً. وكان دوما يعرض عليها المجيء إلى لبنان لرؤيته، ويسمح لهما بالتحدث دوماً من خلال الكاميرا”. تقول الأم أن “علي قرر العودة إلى لبنان برفقة الطفل لأن القضاء الأميركي منحاز إلى الأم، وأن السفارة اللبنانية في الولايات المتحدة، بشخص السفير غبريال عيسى، لم تساعد ابنها وحفيدها وإنما على العكس”. كما تتهم الأم السلطات الأمنية والقضائية اللبنانية بـ”التحايل على القانون”، فتروي كيف كانت القوى الأمنية تبحث عن علي وابنه في كل لبنان. قصدوا بيت طليقها (والد علي) أكثر من مرة في خلدة بحثا عنه، وكذلك فعل مخفر تبنين الذي أرسل عناصر إلى قرية برعشيت الجنوبية، حيث مسقط رأس العائلة، بحثا عنهما، من دون أن يخبروا أحداً عن السبب المباشر للبحث، ولا حتى تبليغه بمضمون استدعاء أو دعوى.
تنقل الأم عن شهود عيان كيف حضرت سيارة أمنية مدنية تُخفي بعضاً من أرقام لوحتها، على حد قولها، إلى منطقة الأشرفية حيث كان يسكن علي وابنه سراً، وعلى متنها أربعة عناصر اقتادوه إلى التحقيق، ثم عادوا إلى البيت بعد ساعات، وجلبوا أغراضه الشخصية قبيل تسليمه للسفارة. تقول أن قريبة لها قصدت شعبة المعلومات وسألت عن علي الذي بقي أكثر من ثلاثة أيام مجهول الإقامة، فقالوا لها أنه موقوف بمقر المديرية في الأشرفية، وهو يخضع للتحقيق، وقد يخرج بغضون أيام. ثم أخبروها خلال مراجعة أخرى بعد فترة وجيزة، أنه لم يعد هناك، من دون الإفصاح عن التفاصيل أو الجهة التي تسلمته، إلى أن ظهر بعد نحو يومين في الولايات المتحدة.
تختم الوالدة حديثها بألم وحسرة، فتقول: “كنت أنوي ترك استراليا والولايات المتحدة لأستقر في لبنان للعيش برفقة ابني علي وحفيدي، لكن السلطات اللبنانية حرمتني هذا الحق. قريبا سأعقد مؤتمراً صحافياً في أميركا لأمزّق جواز سفري اللبناني مباشرة على الهواء. ما عدت أرغب بحمل هذا الجواز”.
لقراءة المقال كاملاً:
المصدر: عماد الشدياق -المدن