كتب طوني عيسى في صحيفة “الجمهورية”: على أبواب النصف الثاني من العهد، لم يعد هناك مجال للمساومة: “يا جعجع يا باسيل”! الرجلان يشعران أنّ المعركة، بدءاً من اليوم، باتت ترتدي طابعاً “مصيرياً”. ولذلك، تصاعدت حدّة الاشتباك بينهما، من مناوشات متفرقة إلى المعارك المخطَّط لها. ويبدو أنّ الطرفين يستعدان لاستخدام أسلحة من عيارات ثقيلة، وبعضها قد يكون “مُحرَّماً استعماله” شرعاً. وبعد اليوم، أيُّ “رمّانة” ستفتح معركة، ما دامت “القلوب مليانة”. !
ما صَدم “القواتيين” في المجلس النيابي هو أنّ الضربة جاءتهم من حيث لم يتوقَّعوا، أي من آلان عون، النائب المحسوب “معتدلاً” والمحبوب “قوّاتياً” أكثر من “آخرين”. وفي رأي بعض “القواتيين”: “كأنه مكلَّف شخصياً فتح المواجهة وإيصال رسالة مفادها أن لا مهادنة بعد اليوم في المعركة مع “القوات”، ولا أحد في “التيار” إلّا وسينخرط فيها.
ويواكب هذا المناخ احتقانٌ يتنامى بين طرفي “تفاهم معراب”، إلى حدود عالية جداً. ففي الساعات الأخيرة، بدأت “الماكينات” الحزبية هنا وهناك تتبادل اتهامات بتدبير حملات منظّمة يشنّها البعض لتشويه صورة جعجع أو باسيل. وتشارك في الحملات جيوش منظمة من المحازبين والمناصرين وجهات “غير واضحة الهوية” على مواقع التواصل، يقوم بعضها بصبّ الزيت على النار كلما تراجعت.
عندما يتصارع الزعيمان المارونيان الأقوى، تكون المشكلة دائماً في انعدام الوسيط. واليوم، ليس هناك أي طرف مسيحي قادر على الاضطلاع بدور إطفاء الحريق… عدا عن أنّ هناك قوى مسيحية تتطلع إلى خلاف جعجع – باسيل في اعتباره فرصة لإعادة خلط الأوراق والتوازنات على الساحة المسيحية.
وكذلك، المرجعية المسيحية السياسية، أي رئاسة الجمهورية، ليست مستعدة للتدخل لأنها متضامنة بالتأكيد مع أحد الطرفين. والمرجعية الدينية، أي البطريركية المارونية، ليست قادرة على ممارسة دور ضاغط يمنع الطرفين من مواصلة المواجهة. والتجارب هنا كثيرة ومريرة.
لقد تعرَّض “تفاهم معراب” لاهتزازات عنيفة منذ إبرامه، ولكن الطرفين كانا يُظهران رغبة في “دوام الارتباط”، على الأقل أمام أعيُن الناس. ولكن، للمرّة الأولى يبدو أنهما قرّرا إبلاغ الناس بأنهما وصلا إلى الطلاق، غير مأسوف على زواجهما الذي ما عاش حتى انتهاء “شهر العسل”.
لقراءة المقال كاملا :
المصدر: الجمهورية