يبدو أنّ مسار قضية غدير نواف الموسوي مع طليقها حسن المقداد، وصلت إلى حدّ أن يقدمّ عضو كتلة “الوفاء للمقاومة”، النائب نواف الموسوي، طلب استقالته من مجلس النواب، الخميس في 18 تموز 2019.
هذه القضية، التي شغلت اللبنانيين في الأيام الماضية، واجه الموسوي على إثرها ضغوطاً كبيرة، بعد “اندفاعه” إلى مخفر الدامور، نظرًا لخطورة الحادث الذي واجهته ابنته، وبعد مساسه المباشر بقوانين الأحوال الشخصية في المحاكم الدينية في لبنان، وتحديدًا بالمحكمة الجعفرية. والموسوي، الذي ينتمي إلى حزب الله، “مسيرةً” وعقيدةً ونهجًا، بدا واضحًا أنه كان مجبرًا في نهاية المطاف على الاختيار، لتفادي المزيد من الإحراج و”التباين” بين خياراته “الحديثة” النابعة من تجربته الشخصية وداوفعه العاطفية، وبين خيارات حزبه “العقائدي”!
وفي تصريح لـ “المدن”، يؤكد الموسوي أنّه قدم كتابًا باستقالته لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، وفد أبلغ “حزب الله” مضمون هذه الاستقالة، بانتظار أن تأخذ الأمور مسلكها القانوني.
“بين النيابة، والأبوة، أخترت أن أكون أبًا وليس نائبًا”، هذا هو العنوان الذي يضعه الموسوي لاستقالته. ويشير أنّه أقدم على فعلته دفاعًا عن بناته، فـ”لا أريد أن يكون أي عمل أقوم به من أجلهن، وهو شأن شخصي وأسري، أن يتحمل الحزب مسؤوليته”.
ويضيف: “حمايةً للحزب، فضلت أن أتحمل مسؤولية ما فعلت، وأن أحميه من تبعات ما أفعله لشؤون عائلية وشخصية”. وعليه، “أتحمل مسؤولية أفعالي طائعًا مختارًا، وأفتخر أنني اخترت أبوتي على العمل النيابي”.
ويقول الموسوي: “حتّى أكمّل المسيرة في الدفاع عن بناتي، لا أريد أن أكون مقيدًا في كلّ تصرف أفعله، وأن يُحاسب حزب الله على إثره. واستقالتي من النيابة، لا تعني أنني تركت حزب الله بانتمائي له”.
وعن قضية غدير الموسوي (راجع المدن)، يشير الموسوي أنّ حالة الصدمة التي تعيشها مع شقيقتها كبيرة جدًا. وأنّه يحتاج إلى قضاء الوقت معهن. فـ”لو كنت في تلك الليلة مع بناتي ما كان تجرأ حسن المقداد بالاعتداء عليهن، وأنا أشعر أنه يجب أن أكون إلى جانبهن، لا أن أتركهن. وسأدافع عنهن بعيدًا عن أيّ اعتبار أو قيد”.
لكن، ماذا يستطيع نواف الموسوي الأب أن يفعل حين “يتحرر” من النيابة؟ يجيب: “لا أدري ما يمكن أن أفعله، لكن يكفي أن أكون متصالحًا مع نفسي، وأن أتحمل كامل ما أقوم به بصورة شخصية”.
المصدر: جنى الدهيبي- صحيفة المدن