الرئيسية - أبرز الاخبار والتحقيقات - نصيحةٌ أميركية للبنانيين: لا تستطيعون تنظيف البلد بـ”ممسحة وسخة”!

نصيحةٌ أميركية للبنانيين: لا تستطيعون تنظيف البلد بـ”ممسحة وسخة”!


ذكرت صحيفة “الجمهورية في مقال للكاتب طوني عيسى انّ الوفود والبعثات السياسية والاقتصادية التي تزور لبنان، تصيبها الصدمة من الطريقة التي يتعامل فيها الكثير من المعنيين في السلطة والقوى السياسية. فأعضاء هذه الوفود لا يفهمون على المسؤولين ولا يقتنعون إطلاقاً بتبريراتهم لإخفاق محاولات الإصلاح، حتى في أبسط مقوّماتها، أي إنجاز الموازنة العامة.
وفي السياق قال بعض المطلعين على الاتصالات الجارية مع الفرنسيين، رعاة مؤتمر “سيدر”، إنهم ضبطوا فساد الطاقم السياسي اللبناني بالجرم المشهود، والفرصة التي يعطونها له اليوم لينجز الخطوات المطلوبة لا تعني أنهم يراهنون على إيجابيات منتظرة، بل تهدف إلى التزام الصبر لكي يصل اللبنانيون بأنفسهم إلى اقتناع بالإخفاق والرضوخ للحقائق المُرَّة.
وفي الواقع، تابع الكاتب في مقاله، عبّر الفرنسيون عن رؤيتهم بوضوح منذ اللحظة الأولى بعد “سيدر”، عندما زار الموفد الرئاسي الفرنسي بيار دوكان لبنان والتقى مسؤوليه وناقش معهم أفكار الإصلاح تنفيذاً لمتطلبات المؤتمر. فقد اكتشف أنّ محاولاته عقيمة، ولم يتورَّع عن القول بصراحة: “الوضع عندكم ميؤوس منه. لبنان بلد غير قابل للإصلاح!”.
واضاف الكاتب ان ما يقوله الفرنسيون يتداوله آخرون أيضاً، ومنهم وفد “مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان” (تاسك فورس) التي زار وفد منها لبنان خلال الشهر الفائت والتقى مسؤولين وقوى سياسية واقتصادية.
وفي هذا الاطار تعدّ المجموعة الأميركية دراسة تهدف إلى توثيق رؤية اللبنانيين لبلدهم في السنوات العشر أو الخمس عشرة المقبلة ودور الولايات في دعم هذه الرؤية. كما تهدف إلى اطلاع الإدارة الأميركية والكونغرس على فهم معمَّق لأهمية لبنان بالنسبة إلى المصالح الأميركية في الشرق الأوسط.
وتساهم الدراسة في تقديم توصية حول سياسات الولايات المتحدة في المنطقة، على المديين القصير والمتوسط، من شأنها أن تعزّز العلاقات الثنائية وتعكس المصالح المشتركة بين لبنان والولايات المتحدة.
الى ذلك أجرى رئيس المجموعة السفير السابق إدوارد غابريال، في مقال نشره في صحيفة “ذي هيل” قبل أيام، تقويماً لنتائج زيارته لبيروت جاء فيه: “لقد صمّم البنك المركزي سياسة نقدية يعتقد العديد من الخبراء أنها اشترت البلاد لسنتين أخريين تمهيداً لوضع سياسة مالية قوية قبل أن يصل الإقتصاد إلى القاع، في ظل تنامي العجز العام والإفتقار للشفافية. ويمكن حلّ المسألتين إذا كفّ المسؤولون في الحكومة عن وضع المصالح الشخصية فوق مصالح البلد، واعتمدوا المزيد من الشفافية”.
وبحسب ما نقلت الكاتب، ينتقد غبريال أداء الطبقة السياسية، بالقول: “وجدنا أن المجتمع السياسي اللبناني، ولا سيما الحكومي، لا يفهم تماماً تفاصيل المشاريع المختلفة… وثمّة مَن يطالب بالحصول على القروض بلا أيّ قيود، أي بلا إصلاحات. ويطالب بعضهم بمزيد من الوقت للتوافق على المسائل. ولكن في مهلة السنتين المحدَّدة، لا يمكن حدوثُ تغيير حقيقي”.
والأهم، تابع الكاتب في مقاله، هو أنّ غبريال يخلص إلى استنتاج صادم: “على اللبنانيين أن يعرفوا أنهم لا يستطيعون تنظيف المنزل بممسحة وسخة”. وواضح من هذه الإشارة أنّ الدول التي يراهن لبنان عليها للحصول على مساعدة، كالولايات المتحدة وفرنسا، تشهد ازدياداً واضحاً للأصوات التي تعتبر أن المشكلة الأساسية في لبنان تكمن في الطاقم السياسي نفسه، وأنّ الحل الحقيقي يكون بتغييره… إذا لم يكن بتغيير سلوكه….