نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية تقريرًا تخوفت فيه من عودة تنظيم “داعش” بشكل أقوى، بحال انسحبت القوات الأميركية من سوريا ولم تدخل دول جديدة على الخط.
ويأتي هذا التقرير بعد إعلان المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري أنّ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسحب قواته من سوريا لا يزال مطروحًا.
وفيما لم تعلن أي قوات حليفة لواشنطن التزامها بتعبئة الفراغ الذي ستخلفه أميركا، يتوقع خبراء أن يبرز “داعش” من جديد، وفي هذا السياق علّقت المحللة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ميليسا دالتون بالقول إنّ الحلفاء لن يقدموا على هكذا خطوة من دون التزام أميركي، سواء كان سياسيًا أو عبر تقديم تمويل للعمليات، مشددة على أهمية التوصل الى إتفاق بين الأتراك وقوات سوريا الديمقراطية لتأمين الحدود، الأمر الذي قد يشجع بريطانيا وفرنسا على تقديم دعم إضافي. كذلك قد يستغل “داعش” التوتر بين أنقرة وواشنطن بسبب قرار تركيا بشراء أنظمة صاروخية من روسيا، ويعمل على السيطرة على أراض كما فعل في العام 2014.
من جانبه، قال مسؤول بريطاني للمجلة إنّ الفرنسيين على سبيل المثال، كانوا واضحين بأنهم شاركوا في الحملة على سوريا بهدف مكافحة الإرهاب ولن يعملوا كمراقبين للحدود.
وأشارت المجلة إلى أنّ “داعش” كان يضمّ 30 ألف مقاتل في العراق وسوريا وفقًا لإحصاء أجري في آب 2018، وقد حذّر تقرير جديد صادر عن معهد دراسات الحرب من خطر عودة التنظيم الذي يمتلك أسلحة ولديه شبكة دعم مالية، كما أنّه أعلن مؤخرًا عن إطلاق “معركة الاستنزاف”، بعدما عمل على إعادة بناء قدراته في أواخر عام 2018، ما سيمكنه من أن يصبح أكثر عدوانية خلال الأشهر المقبلة.
وبحسب التقرير الجديد، يستفيد “داعش” من وضع الأراضي التي خسرها في العراق وسوريا لأنها لا تزال غير آمنة، ويستهدف التنظيم مسؤولين حكوميين ومسؤولين آخرين في القرى من أجل إضعاف الحكم وإعاقة جهود إعادة الإعمار.
من جهته، قال نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط مايكل مولروي “إن ضمان الهزيمة الدائمة لداعش يعدّ مصلحة أمنية أميركية حيوية، ولكن على الرغم من هزيمة الخلافة فالتنظيم يمثل تهديدًا كبيرًا”.
المصدر: فورين بوليسي – ترجمة لبنان 24